اعلنت الحكومة الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله اليوم (الثلثاء)، انها مستعدة لتقديم استقالتها لدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الاعلان عن التوصل الى آلية للمصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس" في الدوحة. وقال الحمد الله في بيان أن الحكومة "جاهزة لتقديم استقالتها لدعم تشكيل حكومة وحدة وطنية، وستقدم كل ما من شأنه دعم جهود تحقيق المصالحة الوطنية". وتأتي تصريحاته بعد المحادثات بين حركتي "فتح" و"حماس" في الدوحة على مدار اليومين الماضيين، واعلن عقبها توصل الجانبين الى "آلية محددة لتنفيذ المصالحة". ولم يتم الاعلان عن تفاصيل هذه الالية، إذ اوضح مسؤول فلسطيني بأن القيادة ستبحث ما تطرق اليه اللقاء خلال اليومين المقبلين. واعلن الناطق باسم حركة "حماس" سامي ابو زهري اليوم موافقة الحركة على "تشكيل حكومة وحدة من دون اشتراطات مسبقة". واضاف " نريد حكومة جديدة تعالج المشاكل الحالية". ومع ذلك لا يبدي المسؤولون الفلسطينيون تفاؤلا كبيرا بتحقيق المصالحة على الارض بسبب الخلافات القائمة، حتى ان مسؤولا كبيرا في منظمة "التحرير" ابدى تشاؤمه" حيال ذلك على رغم ارتفاع وتيرة المطالبة بانهائها في الشارع الفلسطيني. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان "التوصل الى تحقيق مصالحة على الارض مستبعد لأن حماس تريد الابقاء على السيطرة في قطاع غزة، واي توافق سيوقف ذلك. وهذا ما لا تريده". وكان الرئيس محمود عباس اعلن في حزيران (يوليو) الماضي انتهاء صفحة الانقسام الفلسطيني بعد تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الحمد الله، واعلنت حركة "حماس" موافقتها عليها. وعقب تشكيل الحكومة، برزت خلافات جديدة بين الجانبين في شأن قضيتين رئيستين، اولهما المعابر، وخصوصا السيطرة على معبر رفح بين غزة ومصر، وعلى معبر ايريز شمال غزة، اضافة الى ضم اكثر من اربعين الف موظف محسوبين على حركة "حماس" الى جداول الرواتب التي تدفعها السلطة لموظفيها. وجدد ممثلو الحركتين اتفاقهما على ان تتولى الحكومة الاعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية. وجرت اخر انتخابات في مطلع العام 2006. ورحبت الاممالمتحدة من خلال منسقها في الشرق الاوسط نيكولاي مالدينوف بالمحادثات التي تجرى في شأن المصالحة، معلنة دعمها له. وقال مالدينوف في بيان اليوم (الثلثاء)، "تدعم الاممالمتحدة الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية". وحض مالدينوف الاطراف على "متابعة النقاشات بحسن نية وتنفيذ الاتفاقات السابقة (..) وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية". غير ان ربط برنامج اي حكومة يتم تشكيلها ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، قد لا يكتب له النجاح، خصوصا عقب اعلان ابو زهري ان "هذه نقطة تفجيرية مسبقة تفسد اي امكانية للمصالحة". ودب الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" عقب سيطرة الاخيرة على قطاع غزة في العام 2007، إذ باتت حركة "حماس" تحكم القطاع في وقت تتولى حركة فتح قيادة السلطة في الضفة الغربية. ولم تنجح العديد من الحوارات واللقاءات التي جرت منذ ذلك الحين في مختلف العواصم العربية لانهاء الخلاف بين الحركتين.