اعتمد مجلس أبو ظبي للتخطيط العمراني معايير لتصميم الشوارع الجديدة تتماشى مع المبادئ التوجيهية لخطة 2030، الرامية إلى إضفاء أكبر مقدار ممكن من السلامة والراحة والمزايا الجمالية على كل شوارع الإمارة. وينص «دليل التصميم الحضري للشوارع» على أن التصميم يجب أن يبدأ بتلبية متطلبات المشاة، ويتكفل بإرساء نقاط وصول شاملة ومتكاملة، ويعمل على تحقيق متطلبات الاستدامة البيئية المتضمنة في مبادرة «استدامة» التي أطلقها المجلس. يشكل الدليل عنصراً مكملاً لعناصر البنية التحتية للنقل والمواصلات في أبو ظبي، وفق خطة 2030 الرامية إلى إرساء منهج يدعم مقومات جودة العيش في الإمارة. وسيطبق هذا المنهج على مختلف المشاريع التطويرية التي يشرف عليها المجلس، من واجهات مائية ومرافق اجتماعية ورياضية وبيئة طبيعية وتراث ثقافي واستراتيجيات إعادة التطوير. وقال فلاح محمد الأحبابي، المدير العام لمجلس أبو ظبي للتخطيط العمراني: «إن دليل التصميم الحضري للشوارع سيجعل من أبو ظبي نموذجاً يحتذى في انسيابية حركة الناس والمركبات والتنقل، من خلال تعدد الخيارات المتاحة، والمرونة في الوصول إلى الوجهة المقصودة، مع اختصار المدة الزمنية التي تستغرقها الحركة والتنقل داخل المدينة، مما يعزز مدينة أبو ظبي كمكان أكثر ملاءمة للعيش». الهدف من إطلاق الدليل تقليل اعتماد الأفراد على المركبات الخاصة في التنقل، وذلك من خلال توفير شبكة من المواصلات العامة تشمل القطارات العالية السرعة والحافلات وخطوط الترام، إضافة إلى منظومة من الشوارع الجديدة والشوارع التي أعيد تصميمها لتلائم وسائل النقل والمواصلات كافة، وتجعل من أبو ظبي مكاناً أكثر سلامة وملاءمة للمشاة ومستخدمي الدراجات والمواصلات العامة. وسيلاحظ سكان أبو ظبي والقادمون إليها مظاهر التغيير خلال هذه السنة، عندما يتم الانتهاء من شارع مركز المدينة وفقاً لمعايير التصميم الجديدة. قام مجلس أبو ظبي للتخطيط العمراني بتطوير دليل التصميم الحضري للشوارع بالتعاون مع دائرة النقل، ودائرة الشؤون البلدية، وشرطة المرور، وبقية المؤسسات ذات الصلة. وستطبق معايير التصميم الجديدة على كل شوارع الإمارة، باستثناء الطرق السريعة والطرق المؤدية إلى الأرياف. ويزود الدليل المصممين بالأدوات الكفيلة بإدراج كل مكونات المنطقة الكائنة بين الأرصفة وواجهات المباني في موقعها الملائم ووفق حجمها الصحيح. وستكون هناك مسارات جانبية مفتوحة للمشاة، فضلاً عن الإضاءة وإشارات المرور وصناديق الخدمات ومقاعد الجلوس والأشجار. ومن خلال اعتماد توجيهات الدليل، ستأخذ الشوارع التصميم الملائم وفقاً للأجواء والأماكن المحيطة بها. مثلاً، تضم الشوارع المرتبطة بمحلات التسوق مسارات جانبية رحبة ومظللة في شكل أكبر، ومناطق عازلة من خطوط المرور، مع إمكان وجود مقاه جانبية وبعض الأشجار. أما الشوارع المقامة في المناطق السكنية المجاورة، فيتم تصميمها وفق سرعة المرور المنخفضة، من خلال تأمين مناطق عبور آمنة للمشاة بهدف تشجيع السكان على المشي للوصول إلى الخدمات المحلية، وتوفير بيئات هادئة للعائلات. «ولأن كل رحلة تبدأ بالمشي وتنتهي به»، قال الأحبابي، «يجب أن يتوافر لحركة المشاة أكبر قدر من الراحة على مدار السنة في أبو ظبي. إن هدفنا النهائي هو أن تتحول الشوارع غير النشطة إلى أماكن عامة مفعمة بالحيوية والنشاط، والشوارع المكتظة بالمركبات المركونة إلى شوارع بفضاءات عامة رحبة وعدد محدود من مواقف السيارات».