كنت أخوض في حوار مع بعض الأصدقاء بخصوص موضوع التعداد السكّاني الذي يجري أو يُجرى هذه الأيام في مدن السعودية، وكنّا نتناول موضوع عدم فهم بعض المواطنين لأهداف التعداد التي ترمي في النهاية لفائدتهم، وأن من أسباب رفض بعضهم التعاون مع مندوبي التعداد، كان بعض الأسئلة التي اعتبروها تخترق الخصوصية، مثل سؤالهم عن أسماء أمّهاتهم أو زوجاتهم وبناتهم، وأسئلة أخرى اعتبروها ساذجةً أو غير مهمة، مثل سؤالهم عن عدد بعض الممتلكات وعن دورات المياه في المنزل. وبالطبع، كل هذه الأسئلة وضعت للحصول على أرقام وبيانات ليُبنى عليها كثير من القرارات الخاصة بالموازنات والمصروفات والمشاريع بل وبالاقتصاد الوطني بشكل عام، ولا داعي لتفصيلها هنا. قلت ومن باب المداعبة: «يقولون ان أحد الأسئلة يقول (شتشجّع؟!)»، ضحكوا، طبعاً ليقينهم بأنّني كنت أمزح. ولكن بعد دقائق، عدّلت من جلستي وقلت، لم لا يا شباب؟! تخيّلوا معي لو تمت إضافة سؤالين أو ثلاثة في هذا النموذج، والتي من شأنها أن تعود على الرياضة والرياضيين، بل وعلى الاستثمار الرياضي، ما المشكلة؟! بالعكس! أرى أنّ هناك أسئلة مهمّة من المفروض أن تكون أُضيفت للاستبيان، والتي ستكشف لنا عن الكثير من المعلومات التي طالما كانت مفقودة للجهات الرسمية المعنية في مجال التنمية الرياضية والسياحية، بل للجهات الصحية والاستثمارية! فتخيّلت أن تكون الأسئلة كالآتي: أ- هل تمارس أنت أو أي من أفراد عائلتك الرياضة؟ إن كان جوابك لا، ما السبب؟ 1- عدم توافر مكان 2- لأسباب اجتماعية 3- لأسباب صحية 4- من دون أي سبب، فأنا لا أحب الرياضة. إن كان جوابك بنعم: 1- كم عدد الأشخاص الذين يمارسون الرياضة من أفراد أسرتك وأعمارهم وجنسهم (ذكر أو أنثى)؟ 2- ما الرياضة التي يمارسها كل منكم غالباً؟ وأين يمارسها؟ وكم مرة بالأسبوع؟ ب- هل لك أو لأي من أفراد أسرتك ميول لأي ناد أو فريق رياضي؟! إن كان جوابك لا، ما السبب؟ 1- الميل الرياضي متعب للأعصاب 2- الميل الرياضي يدعو للتعصب 3- الميل الرياضي ضياع وقت، فعندي أمور أهم 4- لا ميول لي بلا أي سبب. إن كان جوابك بنعم: 1- كم عدد أفراد الأسرة ذوي الميول الرياضية وأعمارهم وجنسهم (ذكر أو أنثى)؟ 2- ما هو النادي السعودي الذي تميل له؟ 3- وما هو النادي غير السعودي الذي تميل له (إن وجد)؟ وبالطبع يمكن أن يضاف سؤال أو أسئلة تتحدث عن مدى حضور المواطنين للمباريات والنشاطات الرياضية، ومدى مشاهدتهم لها على التلفزيون وعلى أي قناة وهكذا. ستخرج لنا أصوات تتحدّث عن احتمال التلاعب في نتائج هذا الاستبيان لدوافع تعصّب رياضي أحمق وساذج، وسيخرج لنا من يستصغر أهمية هذه الأسئلة وأجوبتها، وغيرهم من محبي البلبلة وإحباط الهمم، ولو تركنا أنفسنا لمثل هذه الأصوات، فلن تقوم لنا قائمة أبداً. على الأقل، إضافة مثل هذا القسم (في رأيي الشخصي طبعاً) ستضيف نكهة خاصة لموضوع التعداد، وسيساعد أيضاً في زيادة حماسة شريحة كبيرة من المواطنين للتعاون مع موظفي التعداد، على أمل الوصول إلى قسم «شتشجّع؟!». [email protected]