اختار مجمع «الأمل للصحة النفسية» في الدمام، فترة اختبارات نهاية العام الدراسي، لتنفيذ حملته لمكافحة المخدرات، التي تقام احتفالاً ب «اليوم العالمي للمخدرات». وقالت الاختصاصية الاجتماعية الدكتورة ابتسام الدوسري: «إن فعاليات متعددة ستقام ضمن الحملة، منها زيارات للمدارس. كما تم إعداد برنامج كامل لمكافحة المخدرات لتهيئة الطلبة نفسياً، وخفض نسبة القلق التي يعانون منها خلال هذه الفترة، ما يدفع بعضهم إلى تعاطي المخدرات، لاعتقادهم أنها «فيتامينات»، مبينة ان هذا «الفهم الخاطئ أدى إلى اللجوء إلى حبوب السهر». كما تتضمن الفعاليات «إقامة معارض ومحاضرات وندوات تثقيفية، لعرض الأضرار التي تنجم عن تعاطي المخدرات. وقالت الاختصاصية النفسية نورة راشد: «إن الفعاليات تتضمن عرض تجارب أشخاص وقعوا فريسة المخدرات خلال فترة الاختبارات، وشرح كيفية ترويجها بين صفوف الطلبة، من الجنسين، إضافة إلى وضع خطة عمل متكاملة، لإقناع الطلبة بتحصيلهم العلمي، من دون اللجوء إلى وسائل وسلوك مُضرة». وأوضحت المرشدة الطلابية فوزية عبد الحي، أن «تفعيل اليوم العالمي للمخدرات ينبه الطلبة إلى السلبيات التي تنجم عن تعاطي المخدرات»، مبينة ان «بعض المدارس ستلجأ إلى تقديم عروض تمثيلية ومسرحية، لرسم صورة حية عن المخاطر». وأشارت إلى أن تعاطي المخدرات «لم يصل إلى مستوى الظاهرة»، مضيفة أن «الطالبات قد يلجأن بداية إلى التدخين، ومنها إلى حبوب القشطة، ولاحقاً الإدمان». وأكدت ان الأمر يتطلب «تكثيف وتوحيد الجهود بين الجهات المسؤولة، والتنسيق مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، التي ستنفذ مجموعة من الأنشطة، لتوعية الناشئة». يُشار إلى انه يوجد في العالم العربي أكثر من 10 ملايين مدمن، 70 في المئة منهم من الشباب. ومن أهم أسباب تعاطي المخدرات أساليب التربية الخاطئة، إذ أن 40 في المئة من المتعاطين ينتمون إلى أسر مفككة، و34 في المئة من مجاراة الأصدقاء، و22 في المئة لنسيان المشاكل، و11 في المئة بسبب الرغبة في التقليد. وتسعة في المئة من أجل الإشباع الجنسي، و40 في المئة من المتعاطين كانوا يتعاطونها في المنزل. ويرى اختصاصيون ان النسبة الأخيرة «مؤشر إلى دور المشاكل الأسرية في تنامي التعاطي. فالتسلط والحماية الزائدة والإهمال والتدليل أو التحقير والقسوة والتذبذب والتفرقة في المعاملة بين الأبناء، كل هذا يدفعهم إلى الإدمان، كوسيلة للتعبير عن رفضهم لآبائهم، وطريقة تعاملهم معهم». وأوضحوا العلامات التي تسهل اكتشاف المدمن، مثل «نقصان هائل في الوزن، واصفرار الوجه، واحمرار العين، وزيادة ساعات النوم، وقضاء فترات طويلة خارج المنزل، والابتعاد عن الأصدقاء القدامى، والثورة والعصبية لأتفه الأسباب، وفقدان أشياء من المنزل بصفة دائمة، والغياب المتكرر من المدرسة، مع التدهور في المستوى الدراسي، والانعزال والانطواء عن الأسرة».