أكد المدير العام لصندوق النقد العربي الرئيس التنفيذي، رئيس مجلس إدارة برنامج تمويل التجارة العربية الدكتور جاسم المناعي أن الأزمة المالية في اليونان «لن يكون لها تأثير يذكر على الوضع المالي والاقتصاد العربي، باستثناء التأثير النفسي «نتيجة عدم انكشاف مؤسسات المال والاقتصاد العربية على اليونان، فيما دعا رئيس مجلس الإدارة، المدير العام لبنك بيبلوس اللبناني الدكتور فرنسوا باسيل حكومة بلاده إلى اتخاذ «العبرة» مما حصل في اليونان والإسراع إلى التعامل بجدية مع أزمة الدين العام في لبنان الذي يزيد على 52 بليون دولار، باتخاذ إجراءات تقشفية والحد من الهدر ومعالجة المديونية بعيداً من الضغوط الخارجية. جاء ذلك في تصريحين للمناعي وباسيل الى «الحياة» على هامش توقيعهما في أبو ظبي أمس اتفاقية خط ائتمان بين برنامج تمويل التجارة العربية ومقره أبو ظبي وبنك بيبلوس، إحدى الوكالات الوطنية المعتمدة لدى البرنامج في الجمهورية اللبنانية. وتبلغ قيمة خط الائتمان الممنوح لبنك بيبلوس 25 مليون دولار، لاستخدامه في تمويل التجارة الخارجية للبنان. ليصل عدد خطوط الائتمان التي قدمها البرنامج لوكالاته الوطنية المعتمدة في لبنان إلى 125 خط ائتمان قيمتها الإجمالية 1.4 بليون دولار. فيما بلغ حجم خطوط الائتمان التي قدمها البرنامج إلى وكالاته وعددها 193 وكالة وطنية في الدول العربية نحو 7.5 بليون دولار. وقال المناعي حول رؤيته لتأثير الأزمة اليونانية على الوضع المالي والاقتصادي العربي: «لا أتصور أن يكون للأزمة اليونانية تأثيرات مقلقة». وأضاف: «أن الاقتصاد العربي جزء من الاقتصاد العالمي ولا بد من أن يتأثر نفسياً بما يحصل في اليونان على غرار الأسواق العالمية الأخرى. وأكد باسيل أن لبنان ومؤسسات المال والاقتصاد فيه غير منكشف على اليونان، وحجم التجارة اللبنانية الخارجية مع اليونان بسيط جداً، لذلك لا نرى تأثيراً للأزمة اليونانية على لبنان. وأشار إلى أن حجم الدين اللبناني العام يبلغ نحو 52 بليون دولار منه 23 بليوناً بالعملات الأجنبية و80 في المئة منها للبنانيين والمؤسسات اللبنانية ولذلك «لا أجد تأثيراً للأزمة اليونانية على لبنان» . وشدد على ضرورة أن تأخذ الحكومة اللبنانية «العبرة» مما يحدث في اليونان. وقال: «إنني أدعو الحكومة باسم النظام المصرفي اللبناني إلى التفكير الجدي ببدء إصلاحات مالية واقتصادية من دون أن تتعرض إلى ضغوط خارجية واتخاذ إجراءات «تقشفية والحد من الهدر ومعالجة المديونية». وحول اتفاق خط الائتمان نوه المناعي بالدور الذي يلعبه بنك بيبلوس وبالتعاون بين المؤسستين، لافتاً إلى أهمية الخدمات التي يؤمنها البرنامج، من تسهيلات ائتمانية بشروط ميسرة وخدمات المعلومات التجارية والترويج في تنمية القدرات الإنتاجية والتنافسية للمنتج والمصدر العربي ودعم اقتصادات الدول العربية وتشجيع التبادل التجاري تعزيزاً لمسيرة التكامل الاقتصادي العربي. وأشار الدكتور المناعي إلى أن خدمات البرنامج تعتبر خدمات تنسجم مع التوجهات لإنشاء منطقة حرة للتجارة العربية، داعياً الوكالات الوطنية الأخرى إلى تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التسهيلات والخدمات للإسهام في دفع مسيرة التنمية والبناء في الدول العربية. وثمن باسيل الدور المهم لبرنامج تمويل التجارة العربية من خلال التسهيلات والخدمات التي يوفرها من أثر إيجابي يسهم في تعزيز حجم التبادل التجاري بين الدول العربية وتعظيم القدرات التنافسية للمنتجين والمصدرين العرب.