لقي 13 شخصاً على الأقل حتفهم أمس جراء زلزال بقوة 6.4 درجة هزّ جنوبتايوان، فيما أشارت وسائل إعلام إلى أن حوالى 30 آخرين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض. وضرب الزلزال القوي الجزيرة فجر أمس بالتوقيت المحلي، ما أدّى وفق مسؤولين إلى سقوط أربعة مبانٍ في مدينة تاينان. وقال مركز طوارئ حكومي إن مباني في 9 مواقع أخرى في المدينة التي يقطنها مليوني نسمة إنهارت، ومالت خمسة بزوايا تنذر بالخطر. وحدد مركز الزلزال في عمق 10 كيلومترات، وعلى مسافة 39 كيلومتراً شمال شرقي كاوشيونغ، ثاني أكبر مدينة في البلاد والمرفأ المهم، وفق المعهد الأميركي لرصد الزلازل. علماً أن تايوان تقع قرب تقاطع اثنتين من الصفائح التكتونية، وتشهد زلازل في شكل منتظم. وتتركز عمليات البحث خصوصاً في مبنى من 16 طابقاً، حيث لا يزال الأشخاص ال30 عالقين، وتسعى فرق إنقاذ لانتشالهم. وارتفعت حصيلة الضحايا بعدما عثر على 9 هناك، أحدهم رضيع في شهره العاشر وطفلان آخران، قتلت إمرأة بعدما وقع عليها خزان مياه. كما لقي شخصان مصرعهما في ناحية أخرى من المدينة جراء تساقط الحطام، وفقاً لرجال الإطفاء. وأستدعي 800 جندي على الأقل للمشاركة في عمليات الإنقاذ. وأنقذ أكثر من 250 من سكان المبنى حتى ظهر أمس، بينهم 40 شخصاً نقلوا إلى المستشفى. وقال مسؤولون أن 256 شخصاً يسكنون المبنى موزّعين على 96 شقة. لكن آخرين قد يكونون أمضوا ليلتهم هناك مع اقتراب الاحتفالات برأس السنة القمرية الجديدة، وفق ما أوضحه وزير الداخلية شين وي جين. كما يخشى من انفجارات بسبب تسرّب للغاز. وتمت نجدة 30 شخصاً في مبنى آخر مؤلّف من سبعة طوابق. ولفت مسؤولون إلى أن عدد الجرحى في أنحاء تاينان بلغ 316 شخصاً، 60 منهم نقلوا إلى المستشفى. وتفقّد رئيس الحكومة شانغ سان شينغ مكان وقوع الزلزال. وألغت الرئيسة المنتخبة تساي إنغ وين مواعيد للمساعدة في تنسيق جهود الإنقاذ. كما أوردت وكالة «أنباء الصين الجديدة» أن بكين التي تربطها علاقات معقدة مع تايبيه، عرضت المساعدة. وروى ناجون كيف شقوا طريقاً لهم بين الأنقاض. فقد إستخدمت امرأة مطرقة لكسر باب شقتها الذي لحقته أضرار وكان مغلقاً بالمفتاح، ثم تمكنت من الخروج عبر التسلق. وشاهد آخر مباني تتمايل يميناً ويساراً. وقال ثالث: «كنت أشاهد التلفزيون وبعد موجة اهتزازت مفاجئة سمعت صوت دوي. وفتحت بابي المعدني ورأيت المبنى المقابل ينهار». وذكر سمكري إنه جلب أدوات وسلماً لفتح قضبان إحدى النوافذ عنوة لإنقاذ امرأة كانت تصرخ طلباً لإنقاذ زوجها وطفلها. وأكّد مسؤولو البلدية إن من السابق لأوانه القول إن البناء المخالف للمواصفات هو المسؤول عن الدمار الذي لحق بالبرج المنهار. في المقابل، أشار لي شي تشونغ نائب السكرتير العام لحكومة المدينة إن اللقطات التي عرضها التلفزيون لحطام المبنى السكني المنهار تشير إلى احتمال وجود مشكلات في بنائه متعلّقة بسوء نوعية الأسمنت والحديد المستخدمة فيه. وتظهر السجلات أن شركات البناء والهندسة التي شيّدت البرج توقفت عن العمل. وبدا عناصر الإغاثة منهكين ومستنزفين وهم يلفون أنفسهم ببطانيات ويدخلون في الأنقاض ويحاولون دخول المنازل من النوافذ، مستخدمين سلالم هيدروليكية ورافعات وكلاب ومجسات صوت لالتقاط أي مؤشر على الحياة تحت الأنقاض. كما ثبّتوا عوارض ضخمة تحت أجزاء مائلة من المباني لدعمها خلال بحثهم عن مزيد من الناجين. يذكر أن زلزالاً بلغت قوته 7.6 درجة ضرب الجزيرة في أيلول (سبتمبر) 1999 وقتل حوالى 2400 شخص. كما أدى زلزال بقوة 6.3 درجة وسط تايوان في حزيران (يونيو) 2013 إلى مقتل 4 أشخاص وإنزلاقات أرضية واسعة النطاق. على صعيد آخر، أعلنت شركة «تايوان سيميكوندكتور مانيوفاكتشرينغ» للإلكترونيات، أكبر مورد لشركة «آبل» في العالم إن رقائق مصنوعة في تايوان تعرّضت للتلف لكنها لم تؤثّر إلا على 1 في المئة من شحنات الربع الأول. وذكر مورّدون كبار لآبل في تايوان أن الزلزال لم يؤثّر على عملياتهم.