ترشح نساء سعوديات مجال تزيين المرأة (المشاغل)، لاستيعاب نسبة كبيرة من المواطنات العاطلات عن العمل، مشترطات «قصر هذا المجال على السعوديات، من دون غيرهن، وتقنين عمل الأجنبيات فيه»، مطالبات في الوقت ذاته بمنح الفتاة السعودية «الفرصة الكاملة» لإثبات نفسها كفنية تزيين، وليست إدارية. وأجبرت إحصاءات البطالة النسائية في المملكة، عدداً من النساء على عمل مشاريع خاصة بهن، تفاوتت في قيمة الاستثمارات الداخلة فيها، بيد أن الاستثمار في المشاغل النسائية داخل البيوت، كان الأكثر انتشاراً في المنطقة الشرقيةً تحديداً، بحسب نساء عاملات في هذا المجال، وأخريات يتعاملن بصفة دائمة مع المشاغل. وتضم مدينة الخبر عشرات المشاغل النسائية، غير الرسمية، التي تديرها سعوديات وأجنبيات، من داخل منازلهن، وتنافس هذه المشاغل نظيرتها الرسمية، إذ تتعمد خفض الأسعار، وتوفير خدمات مجانية للنساء، وعمل خصومات للنساء اللائي ينجحن في استقطاب المزيد من العميلات لتلك المشاغل. وفي الوقت الذي ترفض فيه سعوديات انتظار خطابات من وزارة الشؤون المدنية، تخطرهن فيها بتعيينهن في قطاعات حكومية ما، يقبلن بشهية مفتوحة على العمل الحر، تُحمل أخريات العادات والتقاليد المجتمعية، أسباب مكوثهن الطويل في منازلهن انتظاراً لوظيفة هنا أو هناك. وتلقت سحر العثمان عشرات النصائح من صديقاتها، لاستثمار موهبتها في تزيين النساء، في افتتاح مشغل صغير، يضمن لها دخلاً يساعدها على مصاريف أسرتها الصغيرة، بيد أنها رفضت في بادئ الأمر، خوفاً من نظرة الأخريات لها «أشقائي يعملون في وظائف مرموقة في قطاعات أهلية وحكومية، والأمر نفسه بالنسبة لزوجاتهن اللائي يعملن في وظائف رسمية على مستوى عالٍ، مثل أزواجهن، وخشيت نظرتهم لي إن علموا بأنني افتتحت مشغلاً صغيراً في بيتي»، بيد أنها سرعان ما راجعت أفكارها، «علمت أن ما كنت اعتقده خطأً كبيراً، خصوصاً بعدما أدركت أن زميلات كثيرات في مثل ظروفي، افتتحن مشاغل نسائية داخل بيوتهن، على رغم ان غالبية هذه المنازل صغيرة، ولا تحتمل اقتطاع أجزاء منها لمشاريع تجارية، فسارعت في افتتاح مشغل بي»، موضحة أنها «أتبع سياسة إدارية خاصة بي في المشغل، شعارها عدم المبالغة في الأسعار، وتقديم خدمات إضافية للنساء، طالما هذا الأمر في متناول يدي، ولا يلحق بالمشغل أي خسارة، وهذه السياسة جذبت لي عميلات مستجدات، ودعمت مشغلي في المنافسة الدائرة بين المشاغل النسائية حالياً». وتحتضن الخبر عدداً كبيراً من المشاغل النسائية المنزلية، يفوق ما تحويه الدمام، بحسب سيدة الأعمال فاطمة محمد، التي تقول: «إن مجال تزيين المرأة من أهم المجالات التي يمكن أن تجتذب إليها الفتيات العاطلات عن العمل، مع الوضع في الاعتبار أن عدداً كبيراً من الفتيات السعوديات يحببن هذه المهنة عن ظهر قلب، ويرين فيها أنفسهن، والدليل على ذلك، قيام مراكز وجمعيات عاملة في مجال تأهيل السعوديات لسوق العمل، بتنظيم دورات مجانية كثيرة، لتأهيل الفتيات في مجال تزيين المرأة»، موضحة أن «منافسة الأجنبيات للسعوديات في هذا المجال، يعكر الصفو على المواطنات، خصوصاً من الجنسيتين المغربية واللبنانية، صاحبات الخبرة والباع الطويل في هذا المجال»، مؤكدة أن «الفتاة السعودية لا تقل عنهن خبرة، بيد أنها لا تجد الفرصة لإثبات نفسها كعاملة فينة، أكثر منه كإدارية في المشاغل». وتدعو فاطمة إلى تخفيف الإجراءات اللازمة لافتتاح المشاغل النسائية، وتقول: «الإجراءات المطلوبة كثيرة، وهي سبب من الأسباب الكثيرة التي تجعل النساء يفتتحن مشاغلهن داخل المنازل، إذ إن ارتفاع أسعار الإيجارات، واستقدام العاملات المدربات، تعد عائقاً أمام الكثيرات اللائي يردن افتتاح مشاغل رسمية، فيجدن أن افتتاح المشاغل في منازلهن، اقل كلفة وأقل تعقيداً، كمرحلة اختبار موقتة، لحين إثبات الذات، وإيجاد الدخل لتحويل المشغل المنزلي إلى رسمي».