تعمل النجمة الهوليودية كلوي غريس موريتز (19 سنة) في التلفزيون والسينما منذ سن السابعة. وهي ظهرت في أفلام مرموقة مثل «كاري» و «سحاب سيلس ماريا» و «كيك آس» و «إكوالايزر»، وها هي الآن تغزو دنيا المغامرات الخيالية المستقبلية على الطراز النسائي في فيلم «الموجة الخامسة» المأخوذ عن كتاب يحمل العنوان نفسه وينقسم ثلاثة أجزاء، علماً أن الفيلم الحالي يخص الجزء الأول فقط. وتشارك موريتز النجم الأميركي ليف شرايبر بطولة «الموجة الخامسة»، الذي تولى إخراجه جي بليكسون. جاءت موريتز إلى باريس للترويج لفيلمها الجديد فالتقتها «الحياة» وحاورتها. انتشرت حديثاً موجة الأفلام الهوليوودية التي تقود مغامراتها امرأة شابة، وعلى سبيل المثال «هانغر غيمز» بحلقاته العديدة من بطولة جنيفر لورنس، و»دايفرجنت» أيضاً المتعدد الأجزاء مع شايلين وودلي، فهل ستتبعين هذه الحركة عن طريق «الموجة الخامسة»؟ - مهدت جنيفر لورنس الطريق أمام الممثلات الشابات، من هذه الناحية، من طريق سلسلة أفلام «هانغر غيمز»، وتبعتها، مثلما تذكره بنفسك، شايلين وودلي بأفلام «دايفرجنت». لا شك في أن وضع المرأة في المجتمع الحديث تغير، وبما أن السينما عموماً تعكس الواقع الاجتماعي كان لا بد من أن تتأقلم الشخصيات النسائية في الشاشة مع هذا الوضع، وإن كان الأمر من خلال أفلام خيالية بحتة وغير واقعية. وهذه حال «الموجة الخامسة» الذي يروي قصة مستقبلية ترغب في أن كائنات فضائية تغزو كوكب الأرض وتسعى إلى القضاء التام على البشر. وهكذا صارت المرأة تعادل الرجل في البطولات السينمائية المبنية على الخيال. أما عن نفسي فأستعد حالياً للعمل في الجزء الثاني من «الموجة الخامسة». ويقال إن الجزء الثالث في مرحلة الكتابة، وبالتالي للرد على سؤالك أقول نعم سأتبع الحركة. هل يعني ذلك أنك ستتخصصين في أفلام المغامرات؟ - هل تخصصت جنيفر لورنس؟ لا أعتقد ذلك، ونحن نراها في أعمال متعددة الأشكال والأنواع، فما الذي يمنعني من السير على خطاها؟ وما الذي يمنعك من السير على خطى شايلين وودلي التي صارت متخصصة في بطولة سلسلة أفلام «دايفرجنت» ولا شيء سواها؟ -رغبتي في التنويع هي التي ستمنعني من التخصص في لون واحد. أما عن شايلين وودلي فلم أتحدث معها عن مسيرتها الفنية وبالتالي لست ملمة بتفاصيل حكايتها مع «دايفرجنت» ومدى رغبتها في عمل شيء آخر، أو مدى قدرتها على ذلك، طبقاً للعقد الذي يربطها مع منتجي هذه الأفلام. هناك عناصر تدخل في المعادلة، وعلى كل واحدة أن تتخذ القرارات التي تناسب طموحاتها. هل قرأت الكتب الخاصة بمجموعة حلقات «الموجة الخامسة» أساساً؟ - قرأت الجزء الأول قبل أن أشارك في الفيلم، ثم امتنعت عن قراءة الأجزاء التالية، لأنني لا أرغب في التأثر بقدر البطلة ولا معرفة ما يحدث لها ولأصحابها قبل أن يصلني السيناريو الخاص بكل جزء جديد، خصوصاً أن النسخ السينمائية تختلف في تفاصيلها، أحياناً، عن الروايات الأصلية. من خيالية إلى بشرية يحكي فيلم «الموجة الخامسة» مغامرات فتاة تقاتل كائنات فضائية غزت الأرض بعدما اغتالت هذه الأخيرة عائلتها بالكامل وخطفت شقيقها الأصغر. كيف تقمصت مثل هذه الشخصية؟ - تخيلت نفسي في موقف مشابه، لكن من دون أن تتدخل الكائنات الفضائية في الموضوع، ووضعت مكانها جنوداً يحاربوننا ويغتالوننا ويخطفوننا من أجل أن يسخرونا في خدمتهم. لقد حوّلت الحكاية من خيالية بحتة إلى بشرية واقعية، وباتت المسألة سهلة، إذا أخذنا كل ما يحدث في العالم الآن في الاعتبار. ولكن هل تتخيلين فتاة في مثل عمر هذه البطلة، أي مراهقة، قادرة على التصرف على النحو المعني في الفيلم، وأقصد من ناحية برودة الأعصاب وتحمّل المسؤولية وسرعة البديهة، ذلك أن الأبطال من الرجال في هذا اللون السينمائي غالباً ما يكونون قد تعدوا سن الأربعين؟ - أعترف أن هناك مبالغة في السيناريو من هذه الناحية، صحيح أن البطلة إياها خارقة للعادة بالنسبة الى عمرها. ما الذي منع كاتب السيناريو إذاً من تخيل إمرأة ناضجة في الموقف نفسه؟ - هناك عناصر عدة في الموضوع، أولها أن البطلة في الكتاب الأصلي مراهقة، وأنها تسعى إلى إنقاذ شقيقها الأصغر من مخالب كائنات الفضاء، بينما إذا كانت هي ناضجة فالأخ، وإن كان أصغر منها، لن يكون طفلاً. والنقطة الأخيرة هي أن الجمهور يفضل دائماً بطلة شابة جداً على امرأة ناضجة، الأمر الذي يدل على أن الطريق لا يزال أكثر من طويل أمام النساء قبل الحصول على تكافؤ الفرص مع الرجال. سلاح من أي نوع نرى البطلة في الفيلم تأخذ في حقيبتها أدوات الماكياج وتصفيف الشعر قبل أن تفر أمام هجوم كائنات الفضاء على القاعدة العسكرية التي تختبىء فيها. هل كنت تصرفت على هذا النحو في الموقف ذاته؟ - كلامك هو خير دليل على أنها تتصرف مثل المراهقة، وإن كانت ستتحول لاحقاً مقاتلة شرسة. وعن نفسي فلست متأكدة أبداً من أنني قد أفعل الشيء ذاته إذا حدث وواجهت الموقف المعني، وأعتقد بأنني سأفتش في هذه الحال عن سكين أو سلاح من أي نوع، ثم عن ماء وطعام، أي الأشياء الضرورية للبقاء على قيد الحياة. لكنني أفكر بعقلية شابة لم تبلغ العشرين من عمرها بينما بطلة القصة مراهقة عمرها 16 سنة، والفارق كبير بين الحالتين، خصوصاً في هذه المرحلة من العمر حيث يأتي كل فصل من فصول السنة بتغيير حاسم في طريقة التفكير والتصرف. تظهرين في التلفزيون منذ طفولتك، فهل يكمن طموحك في الاستمرار مدى الحياة في مهنة التمثيل؟ - لا أحبذ عبارة «مدى الحياة»، خصوصاً في عمري، ذلك أنني قادرة في المستقبل على الالتقاء بأشخاص وفرص عمل في ميادين عدة قد تغريني. والشيء الوحيد الذي أعرفه ومتأكدة منه هو رغبتي الملحة في ممارسة نشاط فني مهما كان، في التمثيل أو في غيره. وأنا في الفترة الراهنة وعلى رغم مرور عشر سنوات على بداية احترافي التمثيل، لا أزال مقتنعة به وبضرورة استمراري فيه ولو فترة ما، فأنا لم أعبر بعد عن كل ما في داخلي من هذه الناحية. أنت ظهرت في الفيلم الفرنسي «سحاب سيلس ماريا» للمخرج أوليفييه أساياس إلى جوار النجمة جولييت بينوش، فما هي ذكرياتك عن هذه التجربة بالمقارنة بخبرتك الهوليوودية؟ - لم تكن التجربة مختلفة من ناحية معاملة المخرج لي كممثلة أو في طريقة عمله فوق «بلاتوه» التصوير. أعرف أن أسلوب أساياس شبه الهوليوودي أتاه من كونه تولى إخراج فيلم «كارلوس» الأميركي قبل سنوات وتأقلم بالتالي مع روح السينما في الولاياتالمتحدة والناطقة بالإنكليزية. وأتى الاختلاف الجوهري أثناء التصوير من كون بطلة فيلم «سحاب سيلس ماريا»، وهي جولييت بينوش، تصرفت في شكل مستمر على الطريقة الباريسية، أي مشترطة ألف شيء وشيء وواضعة نزواتها في المرتبة الأولى. أعرف أن نجمات هوليوود يقمن بمثل هذه التصرفات إلا أنهن يحترمن مكانة العمل ومصلحة الفيلم قبل أي شيء آخر، وهذا لم يكن هو الحال هنا. كنت عاجزة عن إدراك ما الذي كان يحدث، إلى حين قيام بعض الأشخاص بإخطاري، وفهمت إذاً أنني كنت أتعامل مع نجمة باريسية لا علاقة لتصرفاتها بما أعتاده شخصياً في هوليوود. لكن جولييت بينوش شاركت في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي في الولاياتالمتحدة؟ - ربما، لكنها لم تتخلص من عاداتها الباريسية.