عرفت الممثلة الأميركية ذات الجذور الإيطالية ماريا بيلو(48 سنة) الشهرة إثر ظهورها في فيلم عنوانه «كويوتي أغلي» في العام 2000، وهي منذ ذلك الحين لا تكف عن المشاركة في أعمال جيدة، مثل «ثنائي»، و «الاستيلاء على مركز الشرطة رقم 13»، و «تاريخ العنف»، و «ذي كولر»، و «مركز التجارة العالمي» لأوليفر ستون الذي يروي أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وفيه تقاسمت بيلو البطولة مع النجم نيكولاس كيج. زارت بيلو باريس للترويج لفيلمها الجديد «الموجة الخامسة»، وهو من نوع المغامرات المستقبلية، على نمط «هانغر غيمز» «دايفرجنت»، والذي سينزل إلى الأسواق في مطلع العام 2016، فالتقتها «الحياة» وحاورتها. تشاركين للمرة الأولى في فيلم من نوع المغامرات المستقبلية على نمط «هانغر غيمز» و «دايفرجنت»، هو «الموجة الخامسة»، وتؤدين فيه شخصية الشريرة في مواجهة البطلة الشابة كلويه غريس موريتز، فما الذي دفعك إلى هذا اللون السينمائي؟ - أعترف بأنني فوجئت عندما طلب المخرج جي بليكسون لقائي من أجل البحث في فكرة منحي دور كائنة الفضاء الشريرة في فيلم «الموجة الخامسة» المأخوذ عن الرواية الناجحة التي تحمل العنوان نفسه والتي ألفها ريك يانسي، والمخصصة للمراهقين. لم أكن معتادة التمثيل في أفلام تنتمي إلى لون المغامرات، لا المستقبلية ولا غيرها، خصوصاً في الأعمال المخصصة للشباب. وفي الوقت نفسه لمَ لا، وما الذي كان يمنعني من ممارسة التنويع الكلي في أدواري وخوض تجربة فنية جديدة، في شكلها وفي مضمونها. رميت إذاً بشعور المفاجأة في سلة المهملات والتقيت المخرج معبرة له عن سروري بكونه فكر بي من أجل المشاركة في فيلمه، وتصرفت وكأنني خبيرة في أفلام المغامرات التي تتكلم عن كائنات الفضاء، حتى إذا لم أكن قد مثلت في أحدها من قبل. هناك عنصر الشر أيضاً الذي لم تعتاديه في الماضي. - هذا صحيح، وأنا تصرفت طبقاً لنصيحة وكيل أعمالي وجئت إلى الموعد مع المخرج معتمدة نظرة شريرة في عيني، إلى حد ما بطبيعة الحال، مع ثقة تامة بنفسي وبمعلوماتي الخاصة بالأفلام المستقبلية. وهل صدّقك المخرج جي بليكسون؟ - أعتقد أنه لم يصدق كلمة واحدة من حديثي طوال اللقاء، لكنه أُعجب بشجاعتي وبمحاولتي الحصول على الدور بأي وسيلة، إضافة إلى نظراتي الشريرة التي أنهت عملية إقناعه بمدى صلاحيتي للعمل تحت إدارته. أنت مثلت في مواجهة النجمة الشابة كلويه غريس موريتز، فكيف كان جو العمل بينكما في أثناء التصوير؟ - صدّق أو لا تصدّق. الممثلات الشابات جداً الخارجات للتو من سن المراهقة، يتصرفن فوق «بلاتوه» التصوير في شكل لا يخلو من النضوج قد تحسدهن عليه النجمات المتقدمات الأكبر منهن سناً. وكنت قد سمعت ذلك في شأن جنيفر لورانس بطلة مجموعة أفلام «هانغر غيمز»، ثم شايلين وودلي نجمة «دايفرجنت»، وإيميلي كلارك التي تشارك في حلقات «غيم أوف ثرونز» التلفزيونية. وتأكدت من صحة ما سمعته في شأن الفنانات الشابات حين شاركت كلويه غريس موريتز بطولة «الموجة الخامسة». لم ألاحظ أي تصرف من جانبها ينقصه الإحساس بالمسؤولية أو يحمل نزوات، علماً أنها من الأشياء المألوفة مع الممثلات الناضجات المشهورات. لقد ارتحت للعمل مع موريتز، والوفاق ساد بيننا من اليوم الأول وحتى نهاية التصوير. وأنا أصف فتيات جيلها بكونهن مدهشات. هل تعتقدين أن التخصص في لون المغامرات أصبح يهددك الآن، بما أن الأفلام المنتمية إلى هذا النوع غالباً ما تتميز بأجزاء مكملة للعمل الأصلي؟ - لا، ولسبب بسيط هو أنني ألقى حتفي في ختام الجزء الأول. لنعد إلى الوراء في مشوارك الفني، كيف حصلت على دورك في «مركز التجارة العالمي» وهو أحد أقوى أفلامك إلى الآن؟ - حكايتي مع هذا الفيلم تختلف كلياً عن أي عمل أخر شاركت فيه حتى الآن، فأنا كنت في نيويورك يوم 11 أيلول (سبتمبر) 2001 مع أمي، ووجدنا أنفسنا أنا وهي فوق مسرح الأحداث، وراحت أمي، بفضل كونها ممرضة ورغماً عن إصابتها بمرض السرطان الذي كان يتعبها إلى حد كبير، خصوصاً أنها كانت في عز فترة العلاج، راحت إذاً تشرف على إنقاذ بعض الأطفال وعلاج جروحهم واصطحابهم إلى مكان خُصّص لاستقبالهم، ومن جانبي وقفت إلى جوارها وبذلت قصارى جهدي كي أقدم لها المساعدة في مهمتها، محاولة في الوقت نفسه عمل أي شيء مفيد في مثل هذه الظروف المروعة. وعندما طرح علي أوليفر ستون فيما بعد الدور النسائي الأول في فيلمه «مركز التجارة العالمي» شعرت بخوف كبير، فأنا كنت معتادة، كممثلة، وضع مسافة بيني وبين كل شخصية أؤديها أمام الكاميرا أو فوق المسرح حتى لا أتأثر حقيقة بما تعيشه هذه الشخصية الوهمية الخارجة مباشرة من خيال أحد المؤلفين. وها أنا قد وجدت نفسي في موقف يتطلب مني تقمص شخصية ليست خيالية بل واقعية، وإضافة إلى ذلك أن أعيش أمام الكاميرا ما عشته شخصياً في ذلك النهار. ولم أكن متأكدة أبداً من قدرتي على تحمل مثل هذا الوضع طوال فترة التصوير، فترددت كثيراً، وفي النهاية سمعت كلام وكيل أعمالي الذي ظل يؤكد لي أن المشاركة في عمل يروي حكاية عشتها في الحقيقة قد تكون بمثابة علاج نفسي يخلصني من الكابوس الذي كان يلازمني منذ 11 أيلول 2001، ثم أنه من الصعب جداً على أي ممثلة أن ترفض فرصة العمل تحت إدارة أوليفر ستون أحد أكبر عمالقة السينما الهوليوودية في العصر الحالي. لقد فكرت في كل هذه الأمور واقتنعت بصحتها، خصوصاً في شأن استحالة رفض العمل مع مخرج من طراز ستون، وهو شيء لو فعلته لكنت بكل تأكيد قد ندمت عليه طوال حياتي. فقدت الأمل تمثلين في السينما منذ حوالى 20 سنة ، فكيف تصفين مشوارك مع الفن عبر هذه الفترة؟ - أصنف نفسي في قائمة الممثلات اللواتي بدأن يعرفن الشهرة بعدما تجاوزن سن الثلاثين، وهو أمر نادر خصوصاً بالنسبة الى النساء في عالم السينما. وفيلم «كويوتي أغلي» هو الذي فتح أمامي أبواب هوليوود بفضل رواجه العالمي وسمح لي بالعمل من بعده إلى جوار نجوم مرموقين وتحت إدارة سينمائيين من الدرجة الأولى، مثل أوليفر ستون، الذي يعود له الفضل في إطلاقي كلياً وعالمياً عن طريق فيلم «مركز التجارة العالمي». لقد فقدت الأمل في أكثر من مرة، وأقنعت نفسي بأنني لا أصلح إلا للظهور في أفلام صغيرة الحجم وأميركية محلية فقط لا تعبر الحدود، والحظ جاءني في فترة شهدت تساؤلي الشديد حول استمراري في المهنة أو على العكس الانسحاب منها والاتجاه الى عمل مختلف كلياً، خصوصاً انني أحمل شهادة جامعية في المحاماة. ما الذي جعلك ممثلة إذا كنت محامية أصلاً؟ - شاركت مرة في مسرحية في إطار فرقة من الهواة واكتشفت في نفسي قدرات فنية لم أكن أعرفها أو حتى أشك في وجودها، فرحت أترك كل شيء تعلمته ومارسته لأجرب حظي في التلفزيون. كنت مجنونة فعلاً، لكن جنوني كان في محله بدليل أنني حققت ذاتي كممثلة، وأنا أقول بصوت عال الآن إنني امرأة سعيدة مهنياً. جوّ صعب يعتبر فيلم «ذي كولر» بدوره من أجمل ما تسنى للجمهور مشاهدته بين أعمالك السينمائية، فما هي نظرتك الشخصية إليه؟ - حقيقة عثرت في هذا الفيلم على أحد أجمل الأدوار النسائية التي عرفتها السينما الأميركية حتى الآن، وأقول ذلك من دون مبالغة، فالشخصية التي مثلتها في الفيلم إياه نابعة مباشرة من أفلام العبقري الراحل جون كاسافيتس، بمعنى أنها امرأة تتميز بمظهر جذاب وتبدو سعيدة بل سطحية في تصورها أمور الحياة، إلا أنها في قرارة نفسها تتمتع بحساسية قوية جداً وتعيش في جو صعب وفي محيط يقسو عليها، إلى أن تقع في غرام رجل فاشل يحتقره الجميع ما عدا هي التي تقرأ في عينيه الحنان والعاطفة والطيبة والإنسانية. وقد مثل الدور الرجالي إلى جواري ويليام ميسي أحد أفضل نجوم المسرح في الولاياتالمتحدة الآن، غير عمله في السينما والتلفويون، وهو ساندني بمجرد وجوده إلى جواري في اللقطات التي جمعت بيننا، والفيلم حاز، أينما عُرض، على نقد إيجابي ممتاز وحصد بعض الجوائز في مهرجانات سينمائية دولية. والطريف أن أوليفر ستون شاهده واحتفظ به في ذاكرته وإثر ذلك فكر في منحي بطولة «مركز التجارة العالمي». ما هي أمنيتك الغالية في شأن العام 2016؟ - السلام في العالم، وهو حلم بطبيعة الحال إضافة إلى كونه أمنية.