المعروف أن هناك خيارات عدة للكشف المبكر لسرطان القولون والمستقيم، وبالتالي الحماية منه. الخيار الأول، البحث عن الدم الخفي في البراز، فإذا أتى الفحص إيجابياً يتم اللجوء الى الخيار الثاني وهو فحص القولون بالمنظار، الذي يعتبر خطوة مهمة جداً لأنه يسمح برؤية القولون كاملاً، بدءاً من الشرج وحتى المصران الأعور. كما يسمح التنظير بكشف الآفات التي تصيب الغشاء المخاطي المبطن للقولون، والتي تصعب مشاهدتها بالأشعة، وكذلك بتشخيص بعض الإصابات، وأخذ الخزعات، وتطبيق الوسيلة العلاجية المناسبة. ويستطبّ فحص القولون بالمنظار في حال الإصابة بالنزف الهضمي السفلي، وعند تبدّل واضح في عادات التغوط، وكذلك للأشخاص الذين يملكون استعداداً للإصابة بسرطان القولون والمستقيم أو الأشخاص الذين توجد عندهم قصة عائلية للإصابة بالسرطان أو بالبوليبات (وهي تورمات ما قبل سرطانية) أو بالتهاب القولون التقرحي التي تزيد من احتمال الإصابة بسرطان القولون. ويحتاج تنظير القولون الكلاسيكي الى نفخ الهواء في الأمعاء خلال التنظير من أجل تأمين رؤية أوضح للغشاء المخاطي المبطن للقولون، ويثير الهواء لدى المريض رغبة عارمة في التبرز على رغم أنه لا توجد أية فضلات. ومن أجل تفادي بعض المضاعفات التي تنتج من التنظير التقليدي للقولون، مثل الخدش، النزف، الانثقاب، التمزق، والرغبة الشديدة بالتبرز، فإنه يفضل اللجوء الى الخيار الحديث الذي يعد الأفضل على صعيد رصد سرطان القولون، ويتمثل في تصوير القولون الافتراضي من دون الحاجة الى إدخال المنظار باستعمال تقنية مطورة للرنين المغناطيسي، وتستعمل هذه التقنية في بعض الدول المتقدمة كبريطانيا وأميركا، وهناك من يراهن عليها لتكون وسيلة التشخيص الوقائية في السنوات القليلة المقبلة.