حاولت «الحياة» في الحلقة الثالثة وهي الأخيرة من ملف «البريد» الحصول على ردود شافية من مؤسسة البريد السعودي، حول المشكلات التي تعوق تطور هذه الخدمة في السعودية، في الوقت الذي ظهر جلياً فشل مشاريع التطوير التي نفذتها المؤسسة كما يؤكد اختصاصيون ومواطنون. «مستحيل» عبارة تعني النفي، استخدمها مدير العلاقات العامة والإعلام في مؤسسة البريد بدر السعيد في رده على مشكلة ضياع الطرود والرسائل، عندما اكد أن «الضياع مستحيل». لكن الأغرب في هذا التحقيق كان المفاجأة التي تعرض لها السعيد، عندما سئل عن سبب ضياع الطرود، فهو لا يعلم أن معاناة المواطنين والمقيمين لا تنتهي خلال ملاحقتهم رسائلهم وطرودهم. من جانبه، كشف رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بنتن عن تعاون مشترك مع شركة المياه والكهرباء، لتوصيل الفواتير الخاصة بالمشتركين عن طريق البريد. ويأتي الحديث عن الرسائل وما يحيط بها من ظروف في الوقت الذي تعيش فيه «الرسالة اليدوية» حالة من فقدان الثقة والأهمية، بعدما استُغني عنها لمصلحة البريد الإلكتروني. لكن هذا - بحسب مشتركين في صناديق البريد - لا يعد دليل تطور، ففي الدول المتقدمة يعتبر العنوان البريدي «شيئاً مقدساً» لا يمكن الاستغناء عنه، فهو ضمان ووسيلة تعريف بالذات أو بالمسكن. الأمر في السعودية مختلف، فالمواطن لا يزال غير مقتنع بأهمية العنوان البريدي... هي مسؤولية من إذاً؟