كشف هطول الأمطار أمس عوار التصريف في شوارع أحياء عدة من منطقة الرياض، من خلال تكوّن تجمعات مائية فيها، الأمر الذي أدى إلى أضرار وتلفيات مادية في سيارات العديد من المواطنين، على رغم انخفاض المستوى العام للحركة المرورية في شوارع غرب الرياض أمس بعد هطول الأمطار. وغصت معظم منافذ تصريف المياه بالأمطار، ما اضطر إلى إغلاق بعض الشوارع موقتاً، والتأكد من إمكان عبورها، فيما كانت الحركة المرورية جيدة في نفق السويدي الذي شهد قبل عامين حادثة غرق حافلة نقل الطالبات. واضطر خالد النومان إلى ركن سيارته على حافة الطريق، خوفاً من حدوث تلفيات محتملة، كون فرصة هطول الأمطار مهيأة مرة أخرى. وقال: «لا يخلو شارع من وجود مستنقعات مائية جراء هطول الأمطار بهذه الكثافة المتوسطة، ما يطرح الأسئلة أكثر حول جدوى قنوات التصريف في الشوارع في حال كثافة المياه»، مطالباً بضرورة إعادة هيكلة قنوات تصريف الأمطار، تحسباً لحدوث حالات مشابهة في المستقبل. ويرى فيصل البيشي الذي قرر نقل سيارته لأقرب مركز صيانة جراء خلل في الكهرباء، أنه كان بالإمكان تلافي وجود هذه التجمعات المائية في الطرقات، من خلال تغيير سير المياه، وليس تجميعها في مصب واحد في نهاية كل شارع أو طريق، ما اضطر العديد من السيارات للجوء للقيادة داخل الأحياء، بعيداً عن الشوارع العامة التي تحوّلت إلى مستنقعات. ولجأ العديد من أئمة مساجد أحياء منطقة الرياض إلى جمع صلاتي المغرب والعشاء أمس، بهدف التخفيف على المصلين بعد استمرار هطول الأمطار. وأوضح إمام جامع الأخوين (غرب الرياض) محمد المباركي ل«الحياة»، أن في جمع الصلاتين اليسر على المسلمين، إذ إن تطبيقات السنة النبوية في التشريع والآداب وغيرهما تهدف إلى التيسير ورفع الحرج، ومنها الجمع بين الصلاتين في المطر والبرد الشديد والريح العاتية. واعتبر مؤذن مسجد التقوى يحيى المسرحي، الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء أمس من باب رفع المشقة عن المصلين، مشيراً إلى أنها سنة ورخصة، وعلى المسلم أن يفعلها إذا لزم الأمر، لأن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه.