بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب – أفادت أنباء بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل بدأ زيارة للصين أمس، هي الأولى منذ 4 سنوات، وسط تدهور اقتصاد الدولة الشيوعية وتكهنات بمسؤوليتها عن غرق سفينة حربية كورية جنوبية في البحر الأصفر الشهر الماضي. و تأتي الزيارة في وقت تحاول بكين إقناع كيم باستئناف المحادثات السداسية حول تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي، والمعلّقة منذ سنة. كما تأتي بعد لقاء الرئيس الصيني هو جينتاو نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك والرجل الثاني في كوريا الشمالية كيم يونغ-نام الجمعة الماضي، على هامش مراسم افتتاح المعرض الدولي في شنغهاي. وبكين التي دعمت بيونغيانغ بالرجال خلال الحرب الكورية (1950-1953)، تُعتبر أبرز داعم للنظام الشيوعي بالمال والمواد الغذائية والوقود، وتتمتع بأكبر تأثير فيه. وبلغ التبادل التجاري بين البلدين عام 2009، 2.7 بلايين دولار. وأدت زيارات كيم السابقة للصين، الى خطوات حدّت من المخاوف الأمنية في المنطقة. وتوقّع يانغ مو جين وهو أستاذ في قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة سيول، ان «يعرب كيم على الأرجح عن التزامه بالعودة إلى المحادثات السداسية، مع ترك الصين تقرر الموعد. في المقابل، سيتلقى كيم مساعدات اقتصادية من الصين». وأفادت وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية بأن القطار المدرع الخاص بكيم والمؤلف من 17 عربة، وصل أمس الى بلدة داندونغ الحدودية في الصين، وحيث التقى مسؤولين محليين بحسب «مركز الإعلام لحقوق الإنسان والديموقراطية» الذي يتخذ هونغ كونغ مقراً له. وأضافت «يونهاب» أن كيم توجه الى مدينة داليان الساحلية، حيث نزل في فندق فخم. وبثت قناة تلفزيونية كورية جنوبية لقطات لرجل يضع نظارات ويقف إلى جانب آخرين خارج الفندق، مشيرة الى انه كيم. ولم تؤكد وسائل الإعلام الصينية زيارة كيم، فيما اعتادت تلك الكورية الشمالية الإعلان عن رحلاته، قبل حصولها. وكان هو جينتاو دعا كيم الى زيارة بكين، لإحياء الذكرى الستين لإقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين. وكيم الذي لا يستسيغ السفر بالطائرة، زار الصين 4 مرات بواسطة القطار منذ العام 2000، كانت آخرها في كانون الثاني (يناير) 2006 وأُحيطت بسرية تامة وأُعلن عنها فقط عند انتهائها. والزيارة هي الاولى أيضاً لكيم (68 سنة) الى الخارج، منذ إصابته بجلطة في الدماغ عام 2008. وعام 2004، قُتل اكثر من 150 شخصاً وأُصيب 1300 بجروح، في انفجار قرب محطة قطارات في كوريا الشمالية، بعد ساعات على مرور كيم عبرها عائداً من زيارة للصين. وأفادت معلومات بأن التفجير استهدف كيم. وتزامنت زيارة كيم للصين مع تصريح للي يونغ غوك الذي كان حارساً للزعيم الكوري الشمالي قبل فراره الى كوريا الجنوبية عام 2005، توقّع فيه ألا يسافر كيم «أبداً» بالطائرة، مضيفاً: «يعرف انه ارتكب جرائم كثيرة وهو أحرص على سلامته الشخصية من أن يفعل ذلك». ويُعتقد أن كيم دبّر عندما كان خليفة لوالده كيم ايل سونغ، تفجير طائرة ركاب كورية جنوبية عام 1987، ما أدى إلى مقتل 115 شخصاً.