بحث الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في منتجع شرم الشيخ أمس التطورات والجهود الرامية إلى تهيئة الأجواء اللازمة لإجراء المحادثات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وبدأت زيارة نتانياهو إلى شرم الشيخ وانتهت وسط أجواء لم يسبق لها مثيل. فخلافاً للمعتاد، قدم نتانياهو إلى المنتجع المصري من دون أن يصطحب صحافيين إسرائيليين. ورافق نتانياهو وفد ضم وزير الصناعة والتجارة والعمل بنيامين بن إليعازر وسفير إسرائيل لدى القاهرة إسحق ليفانون ورئيس مجلس الأمن القومي عوزي آراد والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي جوهانان لوكر. وشارك الوفد في الجزء البروتوكولي من الزيارة فقط، إذ اكتفى اعضاؤه بمصافحة الرئيس مبارك وتهنئته بنجاح العملية الجراحية التي أجريت له في ألمانيا، ولم يشتركوا في أي جزء من المحادثات بين مبارك ونتانياهو، والتي استمرت أكثر من ساعة وانتهت من دون أن يدلي أي مسؤول بأي تصريح. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن مصر ترى ضرورة أن تستغل إسرائيل فترة المفاوضات غير المباشرة بإبداء حسن النيات ازاء الفلسطينيين من أجل تعزيز الثقة المفقودة حتى اللحظة بين الجانبين. وطالبت إسرائيل بتوفير محادثات إيجابية في شكل كافٍ يسمح باستمرار المفاوضات، ونقلها إلى مفاوضات مباشرة عبر تسهيل حياة الفلسطينيين وإطلاق سراح المعتقلين وقبل كل شيء تجميد الاستيطان. وقال ل «الحياة» السفير المصري السابق لدى إسرائيل محمد بسيوني «إن مصر حريصة على تجميد الاستيطان وإجراءات بناء الثقة وأن تشمل المفاوضات غير المباشرة قضايا الحل النهائي»، لافتاً إلى ضرورة أن تضم المفاوضات غير المباشرة عناوين القضايا الجوهرية». وأضاف: «مصر ستقدم كل الدعم للرئيس أبو مازن في المحادثات غير المباشرة لتنفيذ أكبر قدر ممكن من إجراءات بناء الثقة والتي من المفترض أن يقدمها الإسرائيليون إلى الفلسطينيين وإطلاق سراح أعداد كبيرة من المعتقلين الفلسطينيين وتقليل عدد الحواجز بين مدن وقرى الضفة الغربية وتخفيف الحصار على الشعب الفلسطيني». وأوضح بسيوني أن مصر معنية وحريصة على أن تتطور المفاوضات غير المباشرة بعدما حصل أبو مازن على ضوء أخضر من الدول العربية إلى مفاوضات مباشرة، لافتاً إلى أن المفاوضات المباشرة لها متطلباتها ومنها ضرورة التزام إسرائيل بمرجعية العملية السلمية والتي على رأسها إقامة دولة فلسطينية على خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967. وحذر بسيوني من خطورة استمرار الجمود على المسار السلمي، معرباً عن تفاؤله في ضوء وصول المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل وبدء المفاومضات غير المباشرة لإحداث حلحلة ما تحرك العملية السلمية. ويستقبل الرئيس مبارك غداً الرئيس الفلسطيني في مدينة شرم الشيخ، ويطلعه على نتائج محادثاته مع نتانياهو. كما تتناول المحادثات تطورات الأوضاع في الإطار الفلسطيني والجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية. وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني مصر ومحادثاته مع الرئيس مبارك قبل لقاء الرئيس الفلسطيني مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل الجمعة المقبل، كما تأتي أيضاً قبيل زيارة الرئيس الفلسطيني للولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وقبيل بدء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. من جهة أخرى، يلتقي وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بعد غد في القاهرة مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير الذي يزور القاهرة للبحث في تطورات عملية السلام في إطار القرار الذي اتخذته لجنة المتابعة العربية باستئناف المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.