واشنطن، أثينا - أ ف ب - عمّ الارتياح اليونان أمس إثر شروع شركائها الدوليين في تنفيذ خطة الإنقاذ بقيمة 110 بلايين يورو، على رغم الصدمة إزاء «التضحيات الكبرى» المطلوبة من اليونانيين خلال السنوات المقبلة، والتي دفعت النقابات إلى الإضراب أمس واليوم وغداً. وهنأ الأوروبيون بصوت واحد والرئيس الأميركي باراك اوباما اليونان على «برنامج الإصلاحات الطموح» الذي أعلنته الأحد الماضي. وبعد تردد لخصت ألمانيا أولويات الاتحاد الأوروبي في مواجهة خطر انتقال العدوى إلى دول أخرى غارقة في الديون على لسان وزير المال فولفغانغ شويبل بقوله: « من واجبنا أن ندافع عن استقرار منطقة اليورو بأكملها». ويتعين على اليونان تسديد سندات ب 9 بلايين يورو في 19 أيار (مايو) الجاري. ويشيع الالتزام الأوروبي ارتياحاً لدى أثينا التي ضاعفت التحذيرات خلال الأيام الماضية من أنها توشك على الإفلاس بسبب الفوائد الباهظة التي تفرضها أسواق المال عليها وتتجاوز 10 في المئة لعشر سنوات، ولم تعد قادرة بسببها على الاستزادة من الديون. وتنص خطة المساعدة على تقديم قروض بقيمة 80 بليون يورو من دول منطقة اليورو على ثلاث سنوات منها 30 بليوناً خلال السنة الأولى، و30 بليوناً من صندوق النقد الدولي خلال الفترة ذاتها. ورحب الرئيس الأميركي باراك اوباما بالمساعدة في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو، بحسب البيت الأبيض، الذي أضاف في بيان أن اوباما «رحب بمشروع الإصلاح الطموح الذي أعلنته السلطات اليونانية وبالدعم الكبير الذي اتفق عليه بين صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي». وتابع البيت الأبيض أن الرئيسين «تباحثا في أهمية تطبيق» هذه الإجراءات. مراعاة الفئات الأقل دخلاً وأعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان أن مجلس محافظي الصندوق، الهيئة القيادية للمؤسسة، يقر «خلال هذا الأسبوع» منح اليونان قرضاً بقيمة 30 بليون يورو. وأضاف إن «بعثة لصندوق النقد الدولي وبالتشاور مع ممثلين عن المفوضية الأوروبية والمصرف المركزي الأوروبي توصلت إلى اتفاق مع السلطات اليونانية لدعم هذا البرنامج مع قرض احتياط (ستاند باي) لثلاث سنوات بقيمة 30 بليون يورو أو 40 بليون دولار تقريبا». وتابع: «لقد تم تفعيل إجراءات الصندوق لدرس قرض الاحتياط وأعتقد أن هذا الترتيب سيحال على مجلس المحافظين للموافقة خلال الأسبوع»، مشيراً إلى انه اكبر قرض منحه صندوق النقد الدولي لأحد أعضائه. ومع أن خطة إنقاذ اليونان تنطوي على برنامج تقشف يفرض على الشعب اليوناني تقديم تضحيات كبيرة، إلا أن ستروس - كان أكد أن الخطة أعدت مع اخذ العدالة الاجتماعية في الاعتبار. وقال: «ستكون هناك إجراءات لحماية المجموعات الأكثر ضعفاً. ويستثنى الذين يعيشون بالحد الأدنى من خفض الرواتب ورواتب التقاعد. كما يعاد النظر في النفقات الاجتماعية من أجل حماية الأكثر ضعفاً». ويُتوقع أن يتيح برنامج التقشف توفير 30 بليون يورو لإعادة العجز العام الكبير لليونان إلى ما دون 3 في المئة من الناتج الداخلي قبل نهاية 2014 ، التزاماً بالحد الأوروبي المسموح به. ودعي الموظفون والمعلمون إلى الإضراب اليوم في حين توقف الموظفون في الإدارات المحلية عن العمل أمس. ويتوقع أن تصاب البلاد بشلل غداً بخاصةٍ في قطاع النقل. وتأمل النقابات العاجزة عن تحريك الناس خارج إطار منتسبيها التقليديين في حشد أعداد كبيرة في مواجهة الحكومة بعد أن بات حجم التضحيات واضحاً. وبدا أن التفاؤل الذي عمّ بورصة أثينا غداة الإعلان عن الاتفاق تراجع أمام أنباء عن الانكماش الذي يتوقع أن يتضاعف ويسجل معدله 4 في المئة سلبية. وارتفع مؤشر بورصة أثينا منتصف الجلسة الصباحية بنسبة 0.77 في المئة.