يبدو أنّ تجربة كتابة السيناريو تستهوي الممثلين، والسبب قد يكون تعبهم في إيجاد نصّ مناسب يؤدّونه فيشعرون بالرغبة في كتابة ما يناسب شخصيتهم أو ما يحقق حلمَهم في لعب شخصية معيّنة. فبعدما كانت الممثلة اللبنانية ريتا برصونا أعلنت رغبتها في الكتابة فصوّرت حلقة تجريبية من المسلسل الذي تكتبه «الحب الممنوع»، ها هو بيتر سمعان يقرر البدء في سيناريو «جريء» من إنتاجه، يروي قصّة مجموعة من تجّار المخدّرات الذين يقصدون البقاع اللبناني لشراء البضاعة فتقع حرب تمّوز ويعجزون عن العودة إلى منازلهم، وهنا تتعقّد الأحداث. لم نذكر اسم ريتا برصونا عن طريق الصدفة، فهي الممثلة التي لعب بيتر سمعان دور البطولة إلى جانبها في مسلسل «غنّوجة بيّا» الذي كان مفتاح عبوره إلى قلوب المشاهدين وعيون المعجبات! دور البطولة الأوّل الذي لعبه سمعان كان كافياً ليفتح أمامه أبواباً كثيرة في أعمال درامية متنوّعة آخرها مسلسل «عصر الحريم» الذي انتهى عرضه أخيراً على شاشة «أل بي سي» الأرضية. بعد عرض الحلقة الأخيرة كيف يقوّم بيتر سمعان العمل بشكلٍ عام وأداءه بشكلٍ خاص؟ يجيب: «العمل كان مميّزاً لأنه جمع كمّاً من الممثلين اللبنانيين وسلط الضوء على جوانب موجودة فعلاً في مجتمعنا»، ويضيف: «أمّا بالنسبة إلى أدائي فلست مخولاً تقييم نفسي لذلك أترك هذا الأمر للجمهور الذي تابعني وعايش الحالات التي مرّ بها جواد الأسمر». أمّا عن الثغرات التي قد يكون لاحظها في أدائه متمنّياً لو لم يسقط بها فيقول: «إنّها لا مفرّ منها لأنّ ما من إنسان معصوم عن الخطأ، والحياة بالنسبة لي حقل تجارب، فكلّ دور ألعبه يعلمني أموراً جديدة أستفيد منها، ومهما تعلم الإنسان فهناك أمور كثيرة ستنقصه في هذه الحياة، ولا يمكن أن ننسى أن التمثيل بحد ذاته حياة»! الأصداء التي سمعها بيتر سمعان عن لعبه دور «جواد الأسمر» في «عصر الحريم» كانت متنوّعة، فمنهم مَن أشاد بأدائه ومنهم مَن انتقده، والسبب في ذلك «أنّ الأذواق تختلف من إنسان إلى آخر»، وهنا يشدد على نقطة مهمة وهي أنّ صدره رحب ويتقبّل الانتقاد، «ولكن شرط أن يكون بنّاء». «دور جواد هو دور حياتي» يقول بيتر، «إنّ شخصيته معقّدة وصعبة كونها تحمل في طيّاتها تحديّاً للمجتمع وتحدّياً للذات التي تتصارع في داخلها مشاعر الخير بالشر». كان سمعان قد بدأ قبل التصوير بدراسة هذه الشخصية بأدق تفاصيلها، ويقول: «أعترف بأنّ ذلك استغرق بعض الوقت لكنّ بالنسبة لي وإلى عدد كبير من المشاهدين كنت خير من لعب هذا الدور، فقد استطعت أن اقنع المشاهد في كل حالة يعيشها «جواد» سواء أكانت محزنة أو مفرحة». حالياً يظهر بيتر سمعان في دور «غدي» في مسلسل «دكتور هلا» على شاشة «المستقبل»، وعن هذا الدور يقول: «غدي شاب طموح، طيّب القلب، محبّ، يحاول مساعدة كلّ من حوله ويمثّل بقعة أمل في مجتمع حيث الكبير يأكل الصغير». قبل انتهاء «عصر الحريم» كان سمعان يظهر على شاشتين مختلفتين، فهل أثر ذلك سلباً أو إيجاباً عليه؟ يجيب: «بالنسبة لي لا يؤثر ذلك بتاتاً بشكلٍ سلبي طالما أنّ الممثل يلعب دورين مختلفين، وبالتالي فهو يطلّ على المشاهدين بثوب مغاير في كلّ مرّة». لعب بيتر أدواراً متنوّعة بدأت مع مسلسل «طالبين القرب» للكاتب مروان نجّار، ثمّ مع مسلسل «اسمها لا»، و «من برسومي»، قبل أن ينتقل إلى أدوار البطولة التي بدأت في «غنّوجة بيّا»، ثمّ فيلم «ليلة عيد»... أيّ من أدواره هو الأحبّ إلى قلبه؟ يجيب: «كلّ دور لعبته ترك بصمة في حياتي، ولكنّي أعترف أن دور جواد كان الأحب إلى قلبي لأني لعبت دوراً مختلفاً عن الأدوار التي اعتاد الناس رؤيتي بها»، ثمّ يضيف: «بالنسبة لي إنّ التنّوع في الأدوار هو أساس النجاح». لا أسس معيّنة يبني عليها بيتر سمعان قراره في قبول دور معيّن أو رفضه، فالقرار يُتَّخَذ بعد قراءته للدور المعروض عليه، فإن أعجبه يقبله وإلاّ فيرفضه. الأدوار التي لا يقبل بها هي بشكلٍ عام تلك التي لا قيمة لها في مسار القصة ولا تترك بصمة في نفوس المشاهدين، أمّا الأدوار التي يتمنّى لعبها فهي تلك التي تحمل مغزى إنسانيّاً أو تهدف إلى إيصال رسالة ما. كان بيتر سمعان خاض قبل فترة تجربة تقديم البرامج في «حروف من ألوف» على شاشة «أن بي أن»، وهنا يتبادر سؤال إلى الأذهان: هل وجد نفسه في التقديم أو كانت مجرّد تجربة خاضها؟ ويجيب بصراحةٍ: «أنا لا أقوم بأي أمر من أجل التجربة فقط فقد كان ذلك تحديّاً بالنسبة لي، ولا أنكر إنّي واجهت بعض العقبات، وما مِن إنسان كامل».