دشنت سلطنة عُمان أخيراً «المركز الوطني للسلامة المعلوماتية»، ومقره «واحة المعرفة» في مسقط. ويهدف المركز إلى حماية أمن شبكة المعلومات وتنظيمها في السلطنة، بحسب وصف الفريق مالك بن سليمان المعمري المفتش العام للشرطة والجمارك، الذي لاحظ أن المركز يشكّل عصب الأمان للمعاملات الالكترونية وطنياً. وأضاف: «يشبه المركز جهازاً للاستشعار، ويعوّل عليه لتأمين سلامة المعلومات والتعاملات، سواء في المؤسسات الحكومية ام الشركات الخاصة ام حتى المواقع الفردية على الإنترنت... إن وجود مركز خاص لحماية المعلومات، أمر لا بد منه، وقد آن الأوان لأن يكون لدينا مثل هذا الجهاز، خصوصاً في ظل ما نشاهده يومياً من تطورات في مجال تقنية المعلومات...اعتبر هذا المركز خط دفاع أولاً عن الشبكة الرقمية للشرطة العُمانية، إضافة الى باقي شبكات السلطنة». وفي سياق متصل، أوضح سالم بن سلطان الرزيقي، الرئيس التنفيذي ل «هيئة تقنية المعلومات» في عُمان، أن المركز يعمل على خدمة شريحة واسعة من مستخدمي تقنية المعلومات والاتصالات، خصوصاً مؤسسات البنية التحتية الوطنية، وقطاع الصناعات الرئيسية، إضافة إلى المواطنين والمقيمين. وبيّن الرزيقي ان المركز يقدّم مجموعة واسعة من الخدمات المتعلقة بأمن المعلومات. وقال: «يشكّل المركز تجسيداً لرؤية عُمان رقمياً، والمبادرات المستمرة للوصول إلى مجتمع عُمان الرقمي، كما يعزز السعي الى تحقيق بيئة آمنة للتعاملات الالكترونية في السلطنة، لا سيما مع اتساع نطاق المخاطر الأمنية على الشبكة المعلوماتية، وهو تهديد يتطور يومياً، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود للتصدي لهذه المخاطر، التي باتت مصدر قلق لعالم المعلوماتية والشبكات الرقمية». وتسعى عُمان عبر هذا المركز إلى تعزيز الثقة باستخدام الخدمات الإلكترونية الحكومية من طريق الإنترنت، وإيجاد كوادر عُمانية مؤهلة للتعامل مع الحوادث الأمنية وكشفها والاستجابة لها، إضافة إلى بناء وتعزيز الوعي بثقافة أمن المعلومات وأمن الحواسيب الآلية لدى شرائح المجتمع المختلفة. ويهدف المركز لتقديم معلومات دقيقة في الوقت المناسب عن المخاطر والتهديدات ووسائل الحماية منها، مع العمل على إيجاد خطوات وتدابير احترازية لتقليل تعرض الحواسيب الآلية. ويتعاون المركز مع مراكز مماثلة، لتعزيز الاستجابة السريعة والفعّالة، لدرء المخاطر التي تتهدد الشبكة الإلكترونية الدولية. ويتضمن المركز مجموعة أقسام تعمل على مراقبة حال الشبكات أمنياً، إذ يعمل على تحليل استخدامات الشبكات الرقمية والنُظُم الإلكترونية، للتعرف الى المحاولات التخريبية. وتدقّق المجموعة في السجلات الإلكترونية للشبكات وأنظمة التشغيل، إضافة إلى مراقبة أمن فضاء الإنترنت في السلطنة، توخياً لإكتشاف التهديدات والعثور على الثغرات الأمنية ومعالجتهما. ويعمل المركز عِبر ثلاث خدمات أساسية. تتمثّل الأولى في الوقاية المعلوماتية، التي تجري عبر الإعلانات والتحذيرات المتصلة بالمخاطر الأمنية، والإرشادات الأمنية، وتقويم الحال أمنياً للمواقع والشبكات والنظم الإلكترونية، إضافة إلى تحليل المخاطر، ومتابعة المستجدات في تقنيات أمن المعلومات. كما يقدم المركز خدمات تفاعلية، مثل الاستجابة للحوادث الأمنية، وتحليلها وتتبع مصادرها، والتنسيق مع المراكز المماثلة لمجابهتها. ويؤمن المركز خدمة التدريب والتوعية بأمن المعلومات، ووسائل الحماية ضد المخاطر الأمنية، وتدريب مستخدمي الحاسب الآلي والإنترنت على الاستخدام الآمن للتقنيات المعلوماتية.