كشفت وزارة الداخلية في بيان أمس (الأحد) تفاصيل العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد قيادة قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير، في آب (أغسطس) الماضي، والذي أسفر عن استشهاد 11 من رجال الأمن وأربعة من العاملين في الموقع من الجنسية البنغلاديشية، وإصابة 33 آخرين. وذكرت «وكالة الأنباء السعودية» أن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية صرح بأنه «إلحاقاً لما سبق الإعلان عنه بتاريخ 23-10-1436ه، حول العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد قيادة قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير في يوم الخميس -10-1436ه (6 آب 2015)، ونتج منه استشهاد 11 من رجال الأمن، وأربعة من العاملين في الموقع من الجنسية البنغلاديشية، وإصابة 33 شخصاً آخرين، فقد تمكنت الجهات الأمنية عبر تحقيقاتها المستمرة من التوصل إلى نتائج كشفت عن تفاصيل مراحل هذا العمل الإرهابي». وقال المتحدث إن «منفذ العملية الانتحاري يوسف سليمان عبدالله السليمان -سعودي الجنسية- ارتبط بالمجموعة الإرهابية التي أُعلن يوم الأربعاء 3-12-1436ه دهم وكرين تابعين لها، الأول في حي المونسية بمدينة الرياض، والثاني في محافظة ضرما، إذ وفرا له المأوى لدى قدومه من منطقة الجوف إلى منطقة الرياض في شقة بحي الفلاح والمُعلن دهمها في الاثنين 15-12-1436ه، قبل أن ينقلوه إلى موقع آخر في ضرما، ليتدرب فيه على ارتداء واستخدام الحزام الناسف، وتسجيل وصيته بالصوت والصورة لبثها بعد العملية». وأضاف أنه «بعدما أتم الإرهابي تدريباته وسجل وصيته، نُقل من منطقة الرياض إلى منطقة عسير من طريق فهد فلاح الحربي (سعودي الجنسية)، والمُعلن عن ضبطه في الاثنين 15-12-1436ه، لينضم هناك إلى خلية إرهابية يقودها شخص يدعى سعيد عائض آل دعير الشهراني (سعودي الجنسية)». وأشار إلى «قيام فهد فلاح الحربي لاحقاً بنقل الحزام الناسف الذي تدرب عليه واستخدمه منفذ العملية على سيارته من الرياض إلى عسير مصطحباً معه زوجته المواطنة عبير محمد عبدالله الحربي، مستغلاً كونها امرأة بإخفاء الحزام الناسف عند موضع قدميها بالسيارة للتغطية على جريمته». وأوضح المتحدث أنه «في اليوم الذي نُفذ فيه العمل الإرهابي ارتدى الانتحاري يوسف سليمان السليمان الحزام الناسف وتوجه إلى مقر قوة الطوارئ في منطقة عسير، بمساعدة أحد عناصر الخلية الجندي بقوة الطوارئ الخاصة في عسير صلاح علي عايض آل دعير الشهراني الذي تأثر بأفكار عمه المطلوب سعيد عايض سعيد آل دعير الشهراني، وخان الأمانة وغدر بزملائه بكل خسة ودناءة». وأضاف أن الجندي الخائن تمكن في بداية الأمر من التغطية على جريمته البشعة، قبل فضح أمره والقبض عليه وعلى اثنين من المتورطين في هذا العمل الإرهابي وهما: فؤاد محمد يحيى آل دهوي وصالح فهد دخيل الدرعان (سعوديي الجنسية)، فيما لا يزال البقية متوارين عن الأنظار وهم كل من: سعيد عائض آل دعير الشهراني. طايع سالم يسلم الصيعري. عبدالعزيز أحمد محمد البكري الشهري. عبدالله زايد عبدالرحمن البكري الشهري. عقاب معجب فزعان العتيبي. ماجد زايد عبدالرحمن البكري الشهري. مبارك عبدالله فهاد الودعاني الدوسري. محمد سليمان رحيان الصقري العنزي. مطيع سالم يسلم الصيعري. وحذَّرت وزارة الداخلية في بيانها من أن التعامل مع هؤلاء المطلوبين سيجعل من صاحبه عرضة للمحاسبة. مشيرة إلى أن هذا الإعلان «يعد فرصة سانحة لأولئك الذين استُغلوا من هؤلاء المطلوبين خلال الفترة الماضية في تقديم خدمات لهم، بالتقدم إلى الجهات الأمنية لإيضاح مواقفهم؛ تفادياً لأية مساءلة نظامية قد يترتب عليها مسؤوليات جنائية وأمنية وتوجيه الاتهام بالمشاركة في الأعمال الإرهابية». ودعت الوزارة كل من تتوافر لديه معلومات عن أي منهم بالمسارعة في الإبلاغ عنهم على الرقم 990 أو أقرب جهة أمنية، علماً بأنه تسري في حق من يبلغ عن أي منهم المكافآت المقررة بالأمر السامي الكريم رقم (8/46142) في 26-9-1424ه، والذي يقضي بمنح مكافآت مالية مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على أحد المطلوبين وتزداد هذه المكافآت إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب، وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية.