أعاد بيان وزارة الداخلية السعودية أمس، اسم المطلوب للجهات الأمنية عقاب العتيبي مجدداً إلى الواجهة بعد 8 أعوام من الغياب، وهي اللحظة التي خرج فيها العتيبي من السجن ولم يعد. العتيبي يعتقد بأنه العقل المدبر والمخطط لتفجير طوارئ عسير في 6 آب (أغسطس) 2015، ضمن خلية إرهابية يقودها المطلوب الهارب أيضاً سعيد الشهراني، إضافة إلى مشاركته لوجستياً في محاولة الاعتداء على مركز أمني في منطقة بقيق الغنية بالنفط شرق السعودية، أوائل أيلول (سبتمبر) 2015. وعلى رغم أن المطلوب العتيبي مدرج ضمن الأشخاص الممنوعين من السفر، إلا أنه تمكن من الخروج إلى سورية، في أوائل 2012، لينضم إلى اثنين من أقربائه هناك. وقال مصدر أمني ل«الحياة» أمس إن عقاب العتيبي سبق توقيفه قبل أكثر من 8 أعوام بعد بلاغ تلقته الجهات الأمنية من والده، يشير فيه إلى ان ابنه يحمل أفكاراً متطرفة وهدامة، وتم سجنه مدة عامين وخضع لبرنامج المناصحة قبل أن يطلق سراحة فيما بعد. وقال مصدر مقرب من عائلة العتيبي ل«الحياة» أمس إن الأخير بعد إطلاق سراحه ظل على حاله ولم يتغير، وكان مناصراً لتنظيم «القاعدة»، ولا سيما أن اثنين أو ثلاثة من أقربائه هم من معتنقي الفكر المتطرف، وكانوا سبباً في تطرفه، وهم موجودون حالياً في سورية. ولفت إلى أن عقاب اختفى فجأة عن الأنظار منذ أن تم إطلاق سراحه من السجن، وظهر من سورية في العام 2012، وانقطعت أخباره، ويعتقد بأنه عاد إلى السعودية العام الماضي متسللاً. وقال إن المطلوب العتيبي من هواة الصيد، وكان يخرج كثيراً برفقة زملائه إلى البر، ولديه معرفة كبيرة بالطرق الصحراوية في السعودية، خصوصاً في منطقة الشمال، ولا بد أن يكون التنظيم الذي ينتمي إليه استفاد من خبرته في هذا الأمر ما ساعد في تنقل أفراد الخلية الذين كانوا برفقته من منطقة إلى أخرى، بعيداً عن أعين رجال الأمن. وولد المطلوب عقاب العتيبي في محافظة عفيف وتلقى تعليمه هناك، ولم يكمل المرحلة الجامعية، إذ كان والده يعمل في الدفاع المدني قبل أن يتقاعد، وتوفي جده قبل شهر من الآن. والعتيبي ضمن خلية من 9 مطلوبين، أعلنت عنهم وزارة الداخلية السعودية أمس، وحذرت من التعامل معهم، أو تقديم أي خدمات لهم، كما أعلنت مكافأة ضخمة لمن يدلي بأي معلومات تقود للقبض عليهم. ويتزعم الخلية المطلوب سعيد الشهراني، الذي نجح في تجنيد عضو الخلية، ابن شقيقه الجندي في قوة الطوارئ الخاصة في عسير صلاح الشهراني، الذي سهل دخول الانتحاري إلى مسجد الطوارئ، في خيانة نادرة للوطن، ولزملائه، استجابة لإملاءات عمه الإجرامية. وقالت وزارة الداخلية السعودية إن الجندي الخائن حاول في بادئ الأمر التغطية على جريمته، قبل أن تتمكن السلطات الأمنية من كشفه والقبض عليه وعلى اثنين من المتورطين في العمل الإرهابي، وهما فؤاد آل دهوي وصالح الدرعان، فيما لا يزال ال9 البقية متوارين عن الأنظار.