تثير نوعية من حلوى الأطفال التي تباع في بقالات الأحياء، استياء بعض الأسر، لكونها مشابهة في الشكل لقنينة عقار دوائي، ما يؤدي إلى التباس الأمر على بعضهم ويدفعهم إلى تناول أقراص الأدوية وهم يحسبون أنها حبيبات تلك الحلوى. وفيما خضع بعض أطفالهم لغسيل معدة، وأسعف بعضهم قبل ابتلاعها، طالب كثير من أولياء الأمور وزارة التجارة بوقف استيراد مثل تلك المنتجات حفاظاً على فلذات أكبادهم. وقال أبوراكان: «اضطررت إلى نقل ابني راكان (ثلاث سنوات) إلى المستشفى، وإخضاعه لغسيل معدة بعد تناوله كبسولات مرض القلب الخاصة بوالدته، على رغم إدراك طفلي وتمييزه بين الأدوية والحلوى إلى حد ما، لكن التشابه الكبير بينهما دفعه إلى ذلك». وذكرت منال عبدالله أنها نجحت في إسعاف أخيها الصغير بعد تناوله أحد أدوية آلام الجهاز الهضمي، وقالت: «لم أجد خياراً آخر لاستخراج جرعة الدواء من فم أخي سوى مساعدته على الاستفراغ قبل أن تستقر في معدته، بعد أن تناول حبيبات قنينة العقار التي تحمل شكل علبة الحلوى التي اشتراها أخي له». من جهته، أوضح صاحب إحدى الأسواق المركزية محمد ربيع، أنه لا يبيع شيئاً ممنوعاً من وزارة التجارة، وأن هذا المنتج كغيره من الأغذية والحلويات التي تجد إقبالاً كبيراً من الأطفال، خصوصاً بين أربعة وتسعة أعوام، لافتاً إلى أن الأطفال في هذه السن يدركون الفرق بين الحلوى والدواء مهما كانا متشابهين، وأن من حق الأب انتقاء حلويات ابنه ومنعه من شراء ما يراه خطراً عليه، كما أن من حق البائع أيضاً عرض منتجاته المفسوحة من الجهات المختصة». وفي السياق ذاته، أشارت الاختصاصية النفسية منى العتيبي، إلى أن خاصية التعرف على الأشياء من خلال تذوقها بالفم تعد من أهم الخصال التي يتميز بها الطفل في هذه المرحلة، من دون إدراكه طبيعتها سواء كانت نافعة أم ضارة، ما يدفعه إلى امتصاصها أو ابتلاعها، لافتة إلى أن الألوان والعبوات والحبيبات المتباينة عادة ما تكون مواد جاذبة لعين الطفل، وأنه يجب منع هذه المنتجات لخطورتها على صحة الأطفال والاستعاضة بأخرى، لعدم اكتمال قدرتهم في هذه المرحلة على الإدراك والتمييز بين النافع والضار. في المقابل، نوّه الصيدلي هشام قنديل إلى أن طبيعة مناعة الجسم ونوعية الدواء وكميته التي ابتلعها الطفل تلعب دوراً كبيراً في سرعة علاجه، كما تسهم في تدهور صحته وفقاً لتركيبها الكيماوي، لافتاً إلى أنه في حال تعرّض أحد الأطفال لابتلاع عقار دوائي، «فعلى الأم الاتصال فوراً على أحد الصيادلة وإخباره باسم الدواء وكمية الجرعات ليقدم مشورته الطبية. أما إذا كانت طبيعة العقار خطرة أو أحدثت إغماء للطفل فيجب نقله إلى المستشفى وإخضاعه لغسيل معدة».