نكس موظف برنامج «مكافحة الضنك» رأسه باستكانة وتحولت كلماته إلى تمتمة، خوفاً من عيني «المسؤول» التي ضبطته متلبساً يشكو ل «الحياة» خيبة أمله من ضياع اللقاء الذي كان من المفترض أن يجمعه وزملاءه بأمين محافظة جدة المهندس عادل فقيه ضمن جولة ميدانية نفذها أمس للاطلاع على سير العمل في البرنامج. بسرعة، أنهى المهندس فقيه ما وصفته الأمانة في بيانها الصحافي الموزع على مختلف الوسائل الصحافية ب «جولة ميدانية تفقدية للاطلاع على سير العمل في برنامج حمى الضنك في حي الجامعة»، وكان مقرراً لها الانطلاق عند الساعة الثالثة من عصر أمس، بعد أن حشدت لها الكاميرات، وجمع عشرات الموظفين من برنامج الضنك على أمل لقاء الأمين وعرض مشكلاتهم عليه. وبدأت نقطة الانطلاق في «الجولة التفقدية» من أمام مبنى بلدية حي الجامعة في جنوب المحافظة، حيث ترجل المهندس فقيه من سيارته (BMW) واستقل سيارة ذات دفع رباعي، ومن ثم انطلق السائق يجر خلفه موكباً كبيراً من المسؤولين في الأمانة وموظفي برنامج مكافحة الضنك، وبعد أن دار دورة في الشارع الرئيس الذي تطل عليه بلدية الجامعة، توقف السائق بصورة مفاجئة أمام مبنى البلدية نفسه أيضاً من الجهة المقابلة!. ترجل فقيه برفقة مسؤولي الأمانة وبعض من وصفهم حضور الجولة ب «المرتزقة» منهم يدفعون الناس عنه، وانسل إلى داخل الزقاق المواجه للبلدية مباشرة بطول لا يتجاوز 10 أمتار، وهو يتبادل الحديث مع مساعديه، ثم دخل منزلاً على يسار الخارج من الزقاق لأقل من دقيقة وخرج منه إلى المنزل المجاور له وخرج بعد التقاط الصور في أقل من دقيقة أيضاً، وأكمل طريقه إلى سيارته التي كانت بانتظاره في نهاية الشارع الداخلي القصير، فغادر بعد أن أبدى للصحافيين تفاؤله بتسجيل مستويات منخفضة من إصابات حمى الضنك خلال الفترة المقبلة!. وقالت أمانة جدة في تصريح لها: إن الأمين المهندس عادل فقيه اطلع أمس خلال جولة ميدانية على جهود وآليات تنفيذ خطة الطوارئ الخاصة بمكافحة حمى الضنك، والتي وجه بها محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز. وأوضحت أن الخطة تهدف إلى مكافحة البعوض الناقل للمرض للحد من ارتفاع الإصابات، وتكثيف عمليات الرش والتواصل مع الصحة للحد من توالد وتكاثر بؤر البعوض الناقل لحمى الضنك والقضاء على نواقله. وأضافت: «تفقد أمين جدة منازل عدة خلال جولته في حي الجامعة، ووقف ميدانياً على أعمال الرش التي تقوم بها فرق المكافحة المنزلية التابعة للأمانة، واستمع إلى بعض الشكاوى من جانب المواطنين، ووعد بحلها في أقرب وقت ممكن، وأكد أن تفاعل المواطنين من شأنه أن يسهم في خفض أعداد الإصابة بحمى الضنك، منوهاً بأن وزارة المال ستدعم المكافحة المنزلية سنوياً». وأرجع المهندس عادل فقيه ارتفاع أعداد الإصابات في جدة خلال الفترات الماضية إلى الدورة الموسمية لتكاثر البعوض والتي ترتفع في فترات وتقل في فترات أخرى، وهو ما شهدته جدة من قبل، الأمر الذي استوجب التنسيق بين الجهات ذات العلاقة، مشيراً إلى أن هناك ما يقرب من 500 موظف يعملون في برنامج مكافحة حمى الضنك. وأبدى أمين جده تفاؤله بانخفاض أعداد الإصابات خلال الفترة المقبلة على خلفية التنسيق الفعال بين الجهات ذات العلاقة. ونفى فقيه في رده على أسئلة الصحافيين الذين رافقوه خلال الجولة الميدانية ما تردد عن وجود خلافات في الاجتماع الذي عقد أول من أمس في مقر الأمانة لبحث أسباب ارتفاع أعداد الإصابة بحمى الضنك، مؤكداً أن الاجتماع شهد نقاشاً تشاورياً بين المشاركين حول الأسباب. وجدد التأكيد على أن الأمانة تسعى جاهدة إلى توفير كل المتطلبات الأساسية للعاملين في البرنامج، لإنجاز الأعمال المنوطة بهم بكل كفاءة واقتدار، لافتاً إلى أن فرق الأمانة تعمل على مدار الساعة من أجل المكافحة الحشرية وتكثيف عمليات الرش للمواقع التي يثبت وجود بعوض الضنك بها، لخفض معدل الإصابة بالمرض ومعدل كثافة البعوض الناقل له إلى أدنى مستوى. وكانت الأمانة عقدت أول من أمس اجتماعاً بمشاركة الجهات ذات العلاقة في جدة لمناقشة أسباب ارتفاع أعداد الإصابات بحمى الضنك، وقدمت عرضاً يوضح آلية عمل حملة المكافحة المنزلية المكثفة التي تنفذ من خلال خطة الطوارئ، فيما قدمت شركة دلة عرضاً آخر للمكافحة الفراغية أوضحت فيه عبر رسومات بيانية كثافة البعوض باستعراض الموقف في أحياء الشمال والوسط والجنوب، فيما عرضت الصحة رسومات بيانية عن عدد الإصابات وكثافة البعوض الواردة من مختبرات الأمانة. وكشف الاجتماع وجود تشاور وتعاون بين الأمانة والصحة يتجليان في الجولات المشتركة بين المفتشين الصحيين وفنيي مكافحة الأمانة. ودعا المجتمعون إلى تفعيل عمل لجنة المبيدات بعقد اجتماع كل ثلاثة أشهر بدلا من اجتماعها نصف السنوي، كما طلبوا من اللجنة العلمية المختصة التعرف على أسباب ارتفاع حالات الإصابات على رغم الجهود المبذولة واختيار المبيدات.