تشهد منطقة الشرق الأوسط حركة ديبلوماسية ناشطة ايذاناً باقتراب بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل، خصوصاً بعد الضوء الاخضر الذي تلقته السلطة الفلسطينية من لجنة المبادرة العربية للسلام خلال اجتماعها في القاهرة اول من امس. وفيما رحبت اسرائيل بدعم اللجنة للمفاوضات، وقالت إنها تنتظر قراراً فلسطينياً رسمياً ببدئها من دون شروط مسبقة، أعلن الرئيس محمود عباس الموجود في ابو ظبي ويستعد لزيارة السعودية غداً قبل مصر حيث سيطّلع على نتائج زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، ان المفاوضات ستبدأ فور مصادقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عليها في اجتماعها السبت المقبل. ومن المقرر ان يستقبل الرئيس حسني مبارك رئيس الوزراء الاسرائيلي اليوم في منتجع شرم الشيخ للبحث في سبل إنجاح المفاوضات غير المباشرة التي ستتم برعاية اميركية. وقال مسؤول مصري ل «الحياة» ان القاهرة ترى ضرورة بدء هذه المفاوضات ببحث ملف الحدود حتى تؤتي ثمارها. في الوقت نفسه، صرح مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية هشام يوسف لوكالة «فرانس برس» بأن واشنطن اكدت للفلسطينيين ان الخطط الاسرائيلية لبناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «رمات شلومو» في القدسالشرقية «لن تنفذ» اثناء المفاوضات. من جانبه، كشف عباس في مقابلة مع صحيفة «الايام» الفلسطينية اجرتها معه اثناء زيارته للصين، ان الرئيس باراك اوباما تعهد له «عدم السماح بأي اجراءات استفزازية من اي طرف» خلال المفاوضات، مضيفاً انه سيزور في وقت لاحق من الشهر الجاري الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس الاميركي من اجل دفع المفاوضات، نافياً انه سيلتقي في هذه الزيارة نتانياهو. وقال ان المفاوضات غير المباشرة ستبدأ فور مصادقة اللجنة التنفيذية عليها الاسبوع المقبل، مشيرا الى ان هذه المفاوضات ستستمر لاربعة اشهر، تقرر منظمة التحرير بعدها الخطوة التالية. ويقوم عباس بجولة عربية استهلها بزيارة دولة الامارات العربية المتحدة حيث التقى رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي دعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته في اطلاق العملية السلمية بما يحقق السلام العادل والشامل في المنطقة. وقال الناطق الرئاسي الفلسطيني نبيل ابو ردينة ان عباس سيزور السعودية غداً، قبل ان يتوجه بعد غد الى مصر للقاء مبارك للاطلاع على نتائج زيارة نتانياهو. من جانبها، استقبلت الحكومة الاسرائيلية قرار لجنة المتابعة العربية الداعم لبدء المفاوضات غير المباشرة، بترحيب شابته مواقف متمسكة بالبناء الاستيطاني. فمن جهة، اعلن رئيس الطاقم الاعلامي في مكتب نتانياهو ان الاخير «يرحب بالتقدم الحاصل نحو استئناف العملية السياسية، وينتظر قراراً فلسطينياً رسمياً»، مضيفاً ان رئيس الوزراء «كرّر مرات ان اسرائيل تريد استئناف المفاوضات في كل زمان ومكان، لكن شرط ان يتم ذلك من دون شروط مسبقة»، في اشارة الى قول كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان السلطة ستوقف المفاوضات في حال بناء بيت واحد في مستوطنات القدس. ومن جهة أخرى، أكد أكثر من وزير اسرائيلي ان الحكومة لن توقف الاستيطان، وسط تشكيك بفرص نجاح المفاوضات بسبب التعنت الفلسطيني. ومن المتوقع ان يصل المبعوث الاميركي جورج ميتشل الى اسرائيل اليوم، قبل ان ينتقل الى رام الله الخميس.