تختصر أربع معارك انتخابية في أكبر أربع بلدات في قضاء الشوف (جبل لبنان الجنوبي) حكاية الصراعات الحزبية والعائلية في معظم المناطق. هنا طرف فائز بدورات سابقة يريد الحفاظ على مكاسبه، وهناك طرف يريد أن يثبت وجوده رافضاً الأمر الواقع. وبين هذا وذاك، ثمة الكثير من الكلام والشعارات وحتى الاتهامات. هنا في بلدة برجا ثاني أكبر بلدة في اقليمالخروب، تسعى «الجماعة الإسلامية» إلى الاحتفاظ بالمجلس البلدي الذي فازت به مرتين، وهي تخوض لذلك معركة طاحنة بلائحة سمّتها «الوفاء لبرجا»، ضدّ لائحة سميت «قرار برجا» تضمّ تيار «المستقبل» وعائلات، بينما يخوض الحزب الشيوعي المعركة بلائحة من مرشحين اثنين وهناك أيضاً منفردون، في حين أعلن الحزب التقدمي الاشتراكي انسحابه. لغة مرشحي الجماعة ومناصريها تختلف من شخص إلى آخر، بين متحفظ قليل الكلام مستبشراً بفوز «ساحق لا يخرقه أحد وتكون الثالثة ثابتة»، وبين من يستقبلك باتهام «المستقبل» ب «إغراق برجا بالأموال الانتخابية»، مستشهداً بتمضية أحمد الحريري الأيام الأخيرة في برجا «من أجل المعركة». لكن مناصري «المستقبل» يرفضون هذا الاتهام نافين بشدة مسألة الأموال الانتخابية، معتبرين أن حضور الحريري إلى برجا طبيعي «خصوصاً أن محبي الشهيد رفيق الحريري في البلد كثيرون جداً». أما مسألة خروج «الاشتراكي» فاعتبرها بعض أبناء البلدة «هروباً» من الخسارة، لكن نائب الحزب علاء ترو ابن البلدة قال: «المعركة بين أبناء الصف الواحد السياسي والعائلي». وأوضح أنه سعى إلى لائحة توافقية «لكن مع الاسف انفرط عقد التوافق... بعد سحب مرشحي الحزب تركنا الحرية للناخبين ليقرروا مصير بلدتهم من دون ضغوط خارجية ومن دون ضغوط مالية». وإذا كانت شوارع برجا حامية، إلا أن ذلك لم ينعكس في اقلام الاقتراع إذ كانت النسبة ضئيلة ولم تتجاوز ال 10 في المئة بعد 3 ساعات على فتح الصناديق. لكن كيف ستكون النتائج، يجيب وسام دمج: «لا يمكن أحداً أن يعرف مسبقاً، فبرجا ليس لها أمان». شحيم شوارع شحيم وهي أكبر بلدة في الإقليم، تبدو هادئة تماماً. لكن هذا لم يكن يعبّر فعلاً عن حماوة المعركة وارتفاع نسب الاقتراع التي لامست ال 30 في المئة قبل الظهر. هنا المعركة أكثر تداخلاً. تحالف «المستقبل» و«الاشتراكي» و«الجماعة» والعائلات بلائحة «انماء شحيم» التي حافظت على عصب المجلس السابق برئاسة الرئيس الحالي محمد بهيج منصور وعضوية خالد البابا ورفيق عويدات وعماد قداح الذي قال ل «الحياة»: «ألفنا اللائحة وضمينا إليها 14 مرشحاً جديداً يمثلون الأحزاب والعائلات، ونلنا مباركة السياسيين». وأضاف قداح: «الجميع كان يتحدث عن توافق لكنه لا يحصل لأن بعض المرشحين حوّل الانتخابات الى سياسية». ابن عائلته المرشح على لائحة «عائلة شحيم» المنافسة هشام قداح، يتحدث باللغة نفسها ويتهم أطرافاً ب «تسييس المعركة بين معارضة وموالاة بينما هي انمائية بامتياز». دير القمر معركة دير القمر تستحق تسمية «كسر عظم» بإقبال فاتر. هنا أيضاً لائحتان الأولى برئاسة انطوان البستاني مدعومة من «القوات اللبنانية» و «الأحرار» الممثلين بالنائبين ابني البلدة جورج عدوان ودوري شمعون، والثانية برئاسة فادي حنين الذي خلف شمعون بعد ترشحه للنيابة، مدعوماً من الوزير السابق ناجي البستاني والحزب التقدمي الاشتراكي. البلدة لم تكن في جو الذهاب الى معركة خصوصاً أن قواها السياسية أنجزت توافقاً على لائحة برئاسة البستاني «وهو على مسافة من الجميع» بحسب ما قال عدوان ل «الحياة». وأضاف: «لكن هناك من أراد الخروج على التوافق ولم يصدق أحد أننا ذهبنا إلى معركة وهذا سبب قلة المشاركة». مناصرو اللائحة الثانية اعتبروا أن الذين يتحدثون عن توافق لم يراعوا العائلات كما فعل الوزير البستاني و «هذا دليل على خروج حنين من عباءة شمعون»، واصفين المعركة بأنها «معركة العائلات ضد الإقطاع». الدامور وتحت هذا الشعار يخوض «قواتيو» الدامور معركة «طاحنة» ضدّ كل الأحزاب، تحت شعار «الدامور أولاً» عنواناً للائحتهم ضد لائحة «وحدة الدامور» برئاسة الرئيس الحالي للبلدية شارل غفري مدعوماً من «التيار الوطني» و «الاشتراكي» والكتائب. مناصرو هذه اللائحة يتحدثون عن فوز مضمون بفارق كبير، أما مناصرو اللائحة الثانية فيعدون خصومهم ب «مفاجأة». أما نسبة الاقتراع فكانت بحلول الثانية ظهراً 40 في المئة.