استقبل وزراء إسرائيليون قرار لجنة المتابعة العربية استئناف المفاوضات غير المباشرة بمزيد من التصريحات العنترية المؤكدة أن إسرائيل ستواصل البناء في مستوطنات القدسالمحتلة والضفة الغربية مع انتهاء فترة تعليق البناء أواخر أيلول (سبتمبر) المقبل. ورحب رئيس الطاقم الإعلامي في مكتب رئيس الحكومة نير حيفتس بالقرار، وقال إن «رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو يرحب بالتقدم الحاصل نحو استئناف العملية السياسية وينتظر قراراً فلسطينياً رسمياً». وأضاف: «كرر رئيس الوزراء مرات أن إسرائيل تريد استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين في كل زمان ومكان، لكن شرط أن يتم ذلك من دون شروط مسبقة على غرار ما كان خلال السنوات ال 16 الماضية، ولا تغيير في هذا الموقف الحازم لرئيس الحكومة». إلى ذلك، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر مقرب من نتانياهو تعقيبه على تصريح كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بأن السلطة ستوقف المفاوضات اذا بنت إسرائيل بيتاً واحداً في مستوطنات القدس، بالقول: «حريّ بكل من هو جاد في نياته استئناف العملية السياسية أن يمتنع عن الحديث عن شروط مسبقة لم تكن ذات مرة، ومن الواضح أنها لن تكون». وقال الرئيس شمعون بيريز إن المفاوضات مع الفلسطينيين هي مصلحة إسرائيلية مباشرة، و «إسرائيل معنية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومستقرة». وأضاف في سياق لقائه وزير الخارجية الدنماركي لين اسبرنسن أن ثمة استعداداً في إسرائيل للتغلب على العثرات التي تعترض المفاوضات السياسية، وهي التي تبنّت مبدأ الدولتين للشعبين، ومن خلاله نمد يدنا للسلام الصادق مع جيراننا». وأعرب وزير المال يوفال شتاينتس عن شكوكه في فرص نجاح العملية السياسية، وقال إنه ينظر «بقلق» إلى عدم استعداد الفلسطينيين تقديم التنازلات، وإلى «التصريحات العنترية» الصادرة عنهم. وأضاف أنه يأمل في أن يكون لإسرائيل شريك «لكن على الفلسطينيين أن يثبتوا ذلك في أقوالهم وأفعالهم». وقدّر وزير السياحة من حزب «إسرائيل بيتنا» المتطرف ستاس مسيجنيكوف بأن لا تقود المفاوضات إلى أي شيء، وقال: «ستكون محاولة عبثية، لكن جيد أن نقوم بها لأننا نريد السلام والأمن، وإذا سنح بصيص أمل، يجب استنفاده». وأضاف أنه يرفض شرط عريقات بأن السلطة ستوقف المفاوضات في حال بنت إسرائيل بيتاً واحداً في مستوطنات القدسالمحتلة، وقال إنه «ليس من المعقول أن نطرح شروطاً لدولة أخرى بألا تبني في عاصمتها. القدس هي عاصمة إسرائيل، وبالتأكيد لا يستطيع عريقات أن يضع شروطاً كهذه». وقال زميله وزير البنى التحتية عوزي لنداو إنه «يجب أن نوضح لعريقات أنه على رغم أقواله، فإن إسرائيل ستواصل البناء في القدس... لن نبني بيتاً واحداً بل بيوتاً كثيرة». واعتبر وزير شؤون الأقليات أفيشاي برفرمان من حزب «العمل» الوسطي إن المفاوضات مع الفلسطينيين هي مصلحة إسرائيلية وفلسطينية من الدرجة الأولى، و«المصلحة الحيوية هي التقدم نحو دولتين للشعبين». اوباما يتعهد التركيز على الاستيطان إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن قرار لجنة المتابعة العربية التجاوب مع الدعوة الأميركية لاستئناف المفاوضات جاء بعد تعهد الرئيس باراك اوباما أن تتركز الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة في قضية البناء الاستيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة، وذلك استجابة لطلب الرئيس محمود عباس (أبو مازن) بالحصول على تعهد من نتانياهو بألا تعلن إسرائيل مناقصات جديدة لمشاريع استيطانية في القدس خلال المفاوضات. وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة أوضحت لإسرائيل والسلطة الفلسطينية أن الموفد الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل لن يقوم بدور «ساعي البريد» بين الطرفين، إنما سيطرح أفكاراً للتوفيق تقوم على مواقف أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من حل الصراع و «تعتمد حدود حزيران (يونيو) عام 1967 مع تبادل أراضٍ في شكل متوازن». وتابعت أن المحادثات عن قرب يُتوقع أن تتناول قضايا التسوية الدائمة: الحدود والقدس واللاجئين. وزادت أنه فقط في حصول تقدم جوهري في هذه المفاوضات، يمكن الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. ميتشيل في اسرائيل اليوم وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن ميتشيل سيصل إلى إسرائيل اليوم، ويلتقي كبار المسؤولين فيها، على أن يغادر إلى رام الله الخميس للقاء المسؤولين الفلسطينيين. وأضافت أن المفاوضات ستجرى تباعاً في كل من القدسورام الله وواشنطن، وأن ميتشيل يعتزم المكوث في المنطقة أسبوعاً في كل شهر، وسيلتقي في البداية الطرفين على حدة، لكن مصادر إسرائيلية لم تستبعد إمكان عقد لقاء ثلاثي. مقاطعة منتجات المستوطنات وأعلن نائب وزير الخارجية داني ايالون ان إسرائيل ستطلب من الفلسطينيين، مع استئناف المفاوضات، إلغاء قرار مقاطعة منتجات المستوطنات في الضفة فوراً، «لكن هذا الطلب لن يكون شرطاً لمواصلة المفاوضات بناء للمبدأ الذي أكدته إسرائيل في شأن استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة». وزاد أن إسرائيل تتحرك سياسياً لمنع انضمام السلطة إلى منظمة التجارة العالمية كمراقب، كما تتحرك لوقف وصول جزء من أموال من دول مانحة إلى السلطة كدعم لاقتصادها «في حال استخدمت هذه الأموال لتمويل حملة مقاطعة بضائع المستوطنات». وكان رئيس اتحاد ارباب الصناعة شراغا بروش طالب اللجنة الاقتصادية البرلمانية أمس بأن تغلق إسرائيل موانئها أمام استيراد مواد خام للسلطة، أو تصدير بضائعها كإجراء عقابي على حملة المقاطعة. وقررت اللجنة أن تنقل طلباً رسمياً، عبر الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية، إلى السلطة بوقف المقاطعة فوراً. كما أيدت فرض عقوبات اقتصادية مختلفة على السلطة في حال لم توقف حملة المقاطعة. وهدد رئيس اللجنة النائب من «ليكود» أوفير ميكونيس بأن يشرّع الكنيست عقوبات كهذه ما لم تتوقف المقاطعة. عريضة منظمة يسارية يهودية اوروبية في غضون ذلك، أبرزت صحيفة «هآرتس» قيام ثلاثة آلاف من الشخصيات اليهودية في أنحاء اوروبا، بينها رجال فكر بارزون، بالتوقيع على عريضة تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى وقف أعمال البناء في القدسالشرقية والضفة المحتلتين. وأضافت أنه سيتم الإعلان اليوم في بروكسيل عن قيام منظمة يسارية جديدة لليهود الأوروبيين يطلق عليها اسم - «جي كول» تستوحي الفكرة من منظمة «جي ستريت» الاميركية. وقالت الصحيفة ان المنظمة هي التي تقف وراء العريضة التي تثير ضجة إعلامية، وسيتم تقديمها الى البرلمان الاوروبي اليوم. وبين الشخصيات المعروفة الموقعة على العريضة، الفيلسوفان اليهوديان الفرنسيان برنار أنري ليفي، وآلان فينكيلكراوت. اللذان يعتبران من كبار المدافعين عن دولة اسرائيل في أوساط المثقفين الفرنسيين. وجاء في العريضة ان «سياسة إسرائيل الخاصة بمواصلة الاحتلال وتمدد المستوطنات في الضفة والقدسالشرقية هي سياسة خاطئة، سواء أخلاقياً او سياسياً، وتغذي العملية غير المعقولة المتمثلة بنزع شرعية إسرائيل في العالم».