قدّر تجار في مكةالمكرمة حجم تجارة بيع مياه زمزم بنحو 18 مليون ريال، في تجارة غير رسمية يعاقب عليها القانون ويشتغل فيها مئات الأشخاص في مكة والمدينة المنورة، في الوقت الذي أكد فيه رئيس مجلس إدارة مكتب الزمازمة الموحد سليمان صالح أبو غلية ل«الحياة» أن مياه زمزم المعبأة التابعة لمكتب الزمازمة في مكةالمكرمة غير مخصصة للبيع، محذراً من بيعها، إذ تم وضع إشارة على العبوات بلغات عدة تشير فيها إلى أنها غير مخصصة للبيع، وذلك حتى لا يتم استغلال هذه العبوات من بعض الأشخاص وبيعها على الحجاج. وتنشط سوق «سوداء» في مكةالمكرمة والمدينة المنورة لبيع مياه زمزم في عبوات بأحجام متنوعة أكبرها بحجم 20 لتراً وتصل قيمته إلى 25 ريالاً، فيما الأكثر انتشاراً هي العبوات 10 لترات والتي تباع بقيمة 15 ريالاً، فيما تقوم جهات ببيع مياه زمزم داخل جرات صغيرة على شكل هدية، ويتم بيع 24 جرة ب 100 ريال، ويتم تعبئتها بشكل عشوائي وتفتقر لأنظمة السلامة والنظافة. وقال أبو غلية إن هذه العبوات غير الرسمية لا يمكن ضمان نظافتها أو عدم اختلاط مياه زمزم مع المياه الأخرى لزيادة المكسب المادي كما انها غير صحية، وذلك لتعرضها للشمس لفترات طويلة. مشيراً إلى أن مياه زمزم المعبأة من مكتب الزمازمة تعتبر أول منتج يسجل تحت شعار «صنع في مكة»، وتعبأ داخل مصانع خاصة بمكتب الزمازمة وهي على ثلاثة أحجام 20 لتراً و1,5 لتر و300 مليلتر، ويتم تقديمها مجاناً لجميع الحجاج حيث يتم تقديم عبوات ال300 مليلتر عند استقبال الحجاج وعبوات ال20 لتراً للحجاج عند مكوثهم في مكةالمكرمة، أما عبوات اللتر والنصف فيتم إعطاؤها الحاج عند مغادرة الأراضي السعودية. مؤكداً أن جميع المياه «تعبأ بشكل آلي داخل مصانعنا التي تم إنشاؤها عام 1422ه، وهي مصانع لا يتدخل أي شخص في تعبئة المياه فيها وذلك للحفاظ على نظافة المياه من التلوث». وأوضح أن هذه العبوات يتم تقديمها للحجاج كهدايا عند قدومهم لمكة، وعند مغادرتهم مجاناً، وهي من الخدمات التي يقدمها مكتب الزمازمة، مضيفاً: «يتم توزيع عبوات بحجم 20 لتراً على جميع الحجاج المقيمين في مكة يومياً». وحول كمية العبوات التي يتم إنتاجها سنوياً، أوضح رئيس مجلس إدارة مكتب الزمازمة الموحد انه يتم إنتاج 1.6 مليون عبوة في حجم 1,5 لتر سنوياً، وبالنسبة لعبوة 300 ميللتر فانه يتم إنتاج أكثر من مليوني عبوة سنوياً، بكلفة تتجاوز ثلاثة ملايين ريال سنوياً. وأبان أن ماء زمزم يمر بمراحل عدة قبل عملية التعبئة، حيث توجد أجهزة خاصة يتم تمرير الماء خلالها عن طريق فلاتر خاصة لامتصاص الشوائب وتصفيته وتعقيمه، وهي فلاتر رملية، وأخرى كربونية، ويتم اخيراً تمرير ماء زمزم بواسطة جهاز الاشعة فوق البنفسجية، وتعد المرحلة الاخيرة قبل عملية التعبئة. مضيفاً: «ان العبوات الفارغة يتم غسلها آلياً من الداخل والخارج عن طريق اربع مراحل تشمل الغسيل بالماء الساخن، ثم بالمواد الكيماوية، اضافة الى التعقيم بالبخار، واخيراً يتم شطف العبوات لتصبح جاهزة للتعبئة». مشيراً إلى وجود مختبر يتم فيه أخذ عينات عشوائية من جميع مراحل التعبئة وبعد خط تعبئة العبوات بهدف التأكد من صحة ماء زمزم قبل توزيعه على مساكن الحجاج بطريقة عصرية، وآلية حديثة، ومضمونة، ويكتب على كل عبوة اسم وشعار المكتب وتاريخ التعبئة. من جهته، قال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة طلال مرزا ان فكرة إنشاء المجلس الثلاثي التنسيقي بين غرف مكةالمكرمةوجدة والطائف هي لتفعيل رؤية مبادرة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في تحقيق شعار (صنع في مكة) على مشتريات المعتمرين والحجاج من المنتجات التي يتم صنعها في منطقة مكةالمكرمة. ونوه بالاهتمام الكبير الذي يوليه وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل وجهوده في تعزيز فكرة إنشاء المجلس التأسيسي للغرف الثلاث من أجل توحيد الجهود والطاقات بما يعزز التنمية الشاملة للاقتصاد الوطني وتحقيق النمو الاقتصادي في المرحلة المقبلة لمواجهة التحديات الاقتصادية على المستوى الاقليمي والدولي، مشدداً على أن هذه المجالس ستعمل على دعم مسيرة التكامل بين منظومة الغرف التجارية السعودية.