رحّب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بالرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، باللغة الفارسية، معلناً أن بلاده تسعى إلى «إعادة شراكة طموحة بعيدة المدى» مع ايران، تتيح «المساهمة في تطويرها»، فيما شدد روحاني على استعداد طهران «بدء علاقة جديدة» مع باريس. زيارة روحاني، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ زيارة محمد خاتمي عام 1999، شهدت توقيع عقود تجارية، بينها عودة شركتَي «بيجو - سيتروين» لصنع السيارات و»توتال» النفطية الفرنسيتين إلى السوق الإيرانية، بعد اربع سنوات على مغادرتها قسراً اثر تشديد العقوبات الغربية بسبب البرنامج النووي الإيراني. شارك روحاني ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مراسم عسكرية في ساحة «لي زينفاليد»، علماً أن وفداً يضمّ 120 شخصاً، بينهم وزراء ورجال أعمال، يرافق الرئيس الإيراني. فالس الذي التقى روحاني في مقر رابطة أرباب العمل الفرنسية (ميديف)، في حضور رجال أعمال، أشار إلى «فتح فصل جديد» بعد الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، وخاطب روحاني والوفد الإيراني باللغة الفارسية قائلاً: «أهلا بكم في فرنسا». وأضاف فالس: «يمكن لإيران أن تعتمد على فرنسا وشركاتها». ودعا إلى «شراكات طموحة» و»اتفاقات تعاون بعيدة المدى»، وتابع مخاطباً روحاني: «فرنسا مستعدة لتعبئة شركاتها ومهندسيها وفنييها ومواردها الكثيرة، للمساهمة في تطوير بلدكم. بلدكم يحتاج إلى استثمارات وتقنيات وبنية تحتية جديدة، وشركاتنا تريد أن تكون شريكة لإيران، لا ليوم واحد ولا لمرة واحدة، ولكن على المدى الطويل وللمستقبل». واعتبر أن العلاقة بين شركتَي «بيجو» و»إيران خودرو» تشكّل رمزاً للعلاقات الفرنسية - الإيرانية «بحلوها ومرّها». أما روحاني فقال: «ايران تريد العمل مع فرنسا، لأن العلاقة معها تختلف عن العلاقة مع دول أخرى قد يكون هناك قلق في التعامل معها، ولكن ذلك ليس الحال مع فرنسا التي تمثّل قوة مهمة ولدينا علاقات قديمة معها». وأضاف: «دعونا ننسَ خلافات الماضي، من اجل بدء علاقة جديدة بين بلدينا. نعلن إرادتنا ورغبتنا القويتين في تجاوز المشكلات، واستعدادنا للعمل المشترك مع فرنسا، وهناك مجالات صناعية وتجارية وتكنولوجية تحتاج إلى تعاون بين ايرانوفرنسا». ودعا إلى «الاستفادة من الظروف الحالية، لتعزيز التعاون بين البلدين»، علماً أن مصدراً فرنسياً ذكر أن مسألة حقوق الإنسان في ايران طُرحت خلال المحادثات مع روحاني. وأعلنت شركة «توتال» توقيع عقد لشراء «150 - 200 ألف برميل يومياً» من النفط الإيراني الخام، كما وقّعت «بيجو - سيتروين» اتفاق شراكة قيمته 400 مليون يورو على مدى خمس سنوات، تأمل بأن يتيح صنع 200 ألف سيارة سنوياً في ايران. وكان لافتاً أن زيارة روحاني تزامنت مع تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» أفاد بأن فرنسا طلبت من شركائها في الاتحاد الأوروبي درس فرض عقوبات جديدة على إيران، بسبب إطلاقها صاروخين باليستيَّين أخيراً. ونقلت عن ديبلوماسيَّين إن الاتحاد يدرس الاقتراح الفرنسي، واستدركا أن غالبية دول الاتحاد تعتبر أنه سيأتي بنتائج عكسية لجهود إحياء العلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران. لكن وكالة «رويترز» نقلت عن ديبلوماسيين إن باريس لم تطلب من الاتحاد درس فرض عقوبات جديدة على إيران، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في بروكسيل قبل أيام. وذكّروا بأن فابيوس لم يحضر الاجتماع. وكان روحاني تطرّق خلال لقائه رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه الأربعاء، إلى الوضع في لبنان، مشدداً على «ضرورة مساعدة جميع الأطراف في لبنان، لكي تتوصل في أسرع وقت إلى تسوية لأزمة انتخاب رئيس للبلاد، وتشكيل حكومة مقتدرة وإرساء دعائم الاستقرار والتطور، في إطار القانون».