يبدو أن العلاقة بين الشيخ يوسف الحارثي والأحلام أقوى من الإحباط والخلاف في وجهات النظر مع الآخرين. فقد أنشأ فضائية «أكاديمية الأحلام»، لتعنى بتأويل المنامات. لكنها ما لبثت أن احتجبت بعد ما انسحب ممولوها. وها هو ذا يعود إلى الواجهة بإعلانه افتتاح «أكاديمية تفسير الأحلام» التي يقول إنها ستضم 800 تلميذ، يتخرجون منها حاملين شهادات، تتدرج من الديبلوم العالي والماجستير حتى الدكتوراه! وأوضح الحارثي في اتصال مع «الحياة» أنه يسعٍى في سبيل اعتماد هذه الأكاديمية رسمياً، بحيث تصبح جامعة أهلية أو معهداً تدريبياً معتمداً، مثل كثير من المعاهد والكليات الأهلية المعتمدة عالمياً، لافتاً إلى أنه لم يبق سوى توقيع العقود مع إحدى الجامعات العالمية المعتمدة في الدول العربية والتي رفض التصريح باسمها. وكشف الحارثي أن الدارسين ال800 يدرسون الآن المراحل الأولى عبر مراسلات «الإنترنت»، ويتلقون هذا العلم وترسل لهم الفوائد من خلال اشتراكهم في قنوات التعلم. وأضاف: «تشمل محاور الديبلوم: التأصيل الشرعي، واللغة المنطوقة والمرئية، والإشارة من أصوات وصور، والإرشاد وأصوله النفسية والاجتماعية، لأن التأويل مهنة إرشادية وتوجيهية، وتكوين مهارات التفكير والشخصية». ورداً على سؤال عن كونه يشعر بالحرج من الدعوة إلى إقامة أكاديمية للأحلام، قال الحارثي «ان هذا علم من علوم الشريعة وأنه ليس حكراً على أحد»، واصفاً من يعترض على ثقافة تأويل الأحلام بأنه «إما من العوام، وإما أنه من طلبة العلم الشرعي غير المتخصصين في هذا الفن». وكان الحارثي ذكر عبر برنامج «بيوت مطمئنة» الذي بثته إذاعة القرآن الكريم الجمعة الماضي، أنه يهيئ نفسه لإقامة دورة ضخمة في شرح «منظومات المنامات» التي قد يصل بعضها إلى ألف بيت، سعياً منه إلى نشر علم تأويل الأحلام في الوسط الشرعي المحلي. وشدّد على مخالفته لما نسب إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ من وصف تأويل الأحلام بأن مبعثه الإلهام فقط، وليس من الأمور التي تقوم على التعليم بالدرجة الأساسية، وقال الحارثي: «لا مشاحة في الاصطلاح، حديث الوزير صحيح، لكن الموهبة لا تكفي وحدها، والإلهام يعتبر قرينة فقط كما ذكره ابن قتيبة، وقد يكون شيطانياً، ولا ينفع إلا إذا كان بأسس علمية».