وافقت لجنة مبادرة السلام العربية مجدداً على بدء المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في وقت جددت سورية تحفظها عن القرار، معتبرة أن المفاوضات «قرار فلسطيني بامتياز». ولوحظ غياب وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن الاجتماع، فيما رفضت قطر تمديد فترة الشهور الأربعة التي كانت حددتها اللجنة في اجتماعها في 3 آذار (مارس) الماضي كمدى زمني للمفاوضات غير المباشرة، بعد أن طالبت وفود عربية في اجتماع أمس بتمديد فترة التفاوض «لاستنفاد شهرين من دون إحراز أي تقدم». وكان وزراء خارجية لجنة متابعة مبادرة السلام العربية عقدوا اجتماعاً طارئاً أمس بناء على طلب فلسطين واليمن للنظر في إطلاق المفاوضات غير المباشرة برعاية أميركية، والإطلاع على التطمينات التي قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى السلطة الفلسطينية، وما جاء في الورقة التي بعثت بها الى الرئيس محمود عباس. وقالت مصادر عربية ل «الحياة» إن حديث الوفد الفلسطيني في الاجتماع دفع في اتجاه الأخذ بمبدأ «المفاوضات غير المباشرة» وإعطاء فرصة للجهود الأميركية في هذا الصدد، مشيرة إلى أن الوفد الفلسطيني لم يتحدث عن ضمانات أميركية بل «تفاهم مع الادارة الأميركية على وقف الاستيطان في القدسالشرقية». وأوضحت أن الورقة الفلسطينية إلى الاجتماع تضمنت موقف السلطة الفلسطينية مما نقله المبعوث الأميركي جورج ميتشل من تعهد الرئيس الأميركي وقف الاستيطان في القدسالشرقية «بشكل غير رسمي تفادياً للمتطرفين (الإسرائيليين)»، فضلا عن تدخل أميركي لتشجيع استئناف المفاوضات «التي ستبدأ اعتبارا من الأسبوع المقبل برعاية أميركية». وقال مسؤول مصري ل «الحياة» إن المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي «قد تنطلق الاسبوع المقبل». وبموافقة لجنة المتابعة العربية على بدء المفاوضات غير المباشرة المتوقعة الاسبوع المقبل، تكون إدارة أوباما حققت اختراقها الأول بعد عام ونصف العام من التعثر في عملية السلام. ورغم حرص المسؤولين الاميركيين على التقليل من التوقعات من هذه المحادثات، وتجنب الإفراط في التفاؤل ازاءها وتشديدهم على اعتبارها «ممراً الى المفاوضات المباشرة»، إلا ان هذه الخطوة تمثل فرصة أمام واشنطن لكسر الجمود، وامتحان نيات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في هذه المرحلة. وحسب خبراء، فان عملية انطلاق المحادثات غير المباشرة ستوفر منفذاً للادارة الأميركية بنجاحها أخيرا في فك الجمود، و«وقتاً مستقطعاً» لأزمتها مع تل أبيب. كما ستوفر المحادثات فرصة للفريق الأميركي لامتحان نيات نتانياهو ومدى استعداده لقبول تصور الحل النهائي كما يراه الجانب الأميركي (حدود عام 1967 مع تبادل متفق عليه للأراضي)، اذ أن تسهيل نتانياهو للمفاوضات غير المباشرة وإظهار جدية في السلام، سيعنيان انطلاقة ناجحة للمفاوضات المباشرة، فيما سيؤدي استغلال العملية الى تراشق الاتهامات وتحميل اللوم على الجانب الفلسطيني نحو الفشل ودرس خيارات أخرى، من بينها طرح خطة سلام أميركية بدعم دولي. وستشكل الانتخابات النصفية المقبلة للكونغرس في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل محطة مصيرية لأوباما، اذ أن محافظة الديموقراطيين على الأكثرية سيساعده في الضغط على نتانياهو، فيما خسارتهم ستعني عكس ذلك.