ترددت السلطات الكويتية أمس في تأكيد أو نفي او توضيح المعلومات عن ضبط شبكة من العناصر التابعة ل»حرس الثوري» الايراني جمعت معلومات عن مواقع حساسة في البلاد. لكن مصدراً قال ل»الحياة» ان التحقيقات في الملف «لا تزال في بدايتها»، وان «الحجم النهائي للشبكة و طبيعة خطورة مهماتها لم يتحددا بعد». في حين قال مصدر ديبلوماسي عربي في لندن «ان افراد الشبكة العرب من التابعية اللبنانية وان من يتولى تمويلهم لبناني مقيم في ايران». واعرب المصدر عن خشيته في ان تؤدي ذيول كشف الشبكة الى «اشاعة توتر بين النواب السنة والشيعة في مجلس الامة والى اعادة التذكير بان «من يريد تأييد ايران ضد الكويت ان يغادر الى طهران». وكانت الحكومة الكويتية برئاسة الشيخ ناصر المحمد قطعت في الآونة الأخيرة اشواطاً في التقارب مع ايران. وبدأت تُجري ترتيبات تمهد لزيارة محتملة لأمير الكويت الشيخ صباح الاحمد لطهران قبل نهاية السنة الجارية. وقال المصدر ان «كشف الشبكة قد يؤدي الى الغاء الزيارة اذا تبين انها متشعبة وان لشخصيات ايرانية رسمية علاقات بها». واشار الى ان من المحتمل ان يجدد الاعلان عن كشف الشبكة الضغوط على الشيخ ناصر باعتباره من يقود تيار التقارب مع طهران بهدف «حفظ التوازن الداخلي في الكويت». وكان تقرير نشرته «القبس» في صدر صفحتها الاولى امس ذكر ان الأجهزة الأمنية «فككت شبكة تخابر وتجسس لمصلحة الحرس الثوري الإيراني، تهدف إلى رصد المنشآت الحيوية والعسكرية الكويتية، ومواقع تواجد القوات الأميركية في البلاد». ونسبت الصحيفة الى مصادر أمنية رفيعة ان «تنسيقاً مشتركاً بين جهاز أمن الدولة واستخبارات الجيش أدى الى ضبط أفراد الشبكة» التي « تضم عسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع وعناصر من غير محددي الجنسية وأخرى عربية». وتابعت «جرى دهم منزل أحد قياديي الشبكة في منطقة الصليبية قبل يومين، وعثر فيه على مخططات لمواقع حيوية وأجهزة اتصال حساسة ومتطورة، فضلاً عن مبالغ مالية تتجاوز ربع مليون دولار»، وان المتهمين «كشفوا في اعترافاتهم الأولية ان عملهم كان يتطلب تجنيد عدد من العناصر التي تتوافق أفكارها وتوجهاتها مع الحرس الثوري الإيراني»، وان بعضهم «أرسل تقارير عن الوضع السياسي في الكويت وعن مدى متانة الجبهة الداخلية في الكويت»، وان الموقوفين الذين تجاوز عددهم السبعة «كانوا يترددون إلى إيران بشكل مستمر، تحت حجج عدة منها تلقي العلاج أو السياحة أو زيارة الأماكن الدينية. واشارت الصحيفة إلى أن ما بين ستة وسبعة أشخاص معروفة اسماؤهم مازالوا هاربين». وأثار نشر التقرير الصحافي عن الشبكة الايرانية الاسلاميين السنة. وأشاد النائب الاسلامي محمد هايف المطيري «باجهزة الامن لرصدها وكشفها شبكة الحرس الثوري». و قال: «على الحكومة ان تُصدر قرارات حاسمة شجاعة ضد من يقف وراء هذه الشبكة في الداخل والخارج دولاً كانوا أو افراد». وشكر زميله النائب وليد الطبطبائي اجهزة الأمن لما قامت به، وقال ان «هذا يؤكد تخوفاتنا السابقة من وجود اطماع و تهديد ايراني للكويت والخليج العربي». وقال ناطق باسم «هيئة ثوابت الامة»، وهي مجموعة سلفية، انه «واجب شرعي ووطني على النواب مطالبة الحكومة باتخاذ مواقف سياسية وأمنية تاريخية و شجاعة تجاه ايران بعد نشاط شبكة الحرس الثوري الايراني الارهابية في الكويت». ونقلت وكالة «فرانس بريس» نفياً ايرانياً للتقرير. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبرست لقناة «العالم» الايرانية، الناطقة بالعربية، «ان هذا الخبر لا اساس له اطلاقا وهو يندرج في اطار سيناريو الخوف من ايران». واضاف «ان ذلك تم بغرض تحويل الانتباه عن التهديد الحقيقي القائم في المنطقة الا وهو النظام الصهيوني. وعلى الجميع ان يلزم اليقظة حتى لا يقع في شراك الدعاية. وعلى دول المنطقة ان تنحو الى مزيد من الوحدة». وتؤوي الكويت، وهي نقطة عبور للقوات الاميركية التي تنتشر في العراق وافغانستان، قواعد اميركية اهمها كامب عريفجان الواقع على بعد 70 كلم جنوب العاصمة الكويتية. ويتمركز في هذه القاعدة 15 الف عسكري اميركي.