يصل الرئيس باراك أوباما الى المملكة العربية السعودية بعد غد الجمعة في زيارة محورية هي الأولى له منذ 2009 وتعكس، بحسب مسؤول أميركي، أهمية العلاقة الثنائية بين الجانبين والتحالف الاستراتيجي الذي يتخطى تطورات مرحلة وعمره أكثر من سبعة عقود. وتوقع خبراء أن يُهيمن الاستقرار الاقليمي، وأمن الخليج والملفين السوري والمصري على المحادثات، ويُتوقع أن تضغط الرياض لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط وضمان انتخابات نزيهة في العراق. واكد مسؤول أميركي ل»الحياة» أن الزيارة ستبحث في «العلاقات الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة والسعودية والتعاون الثنائي للدفع بالمصالح المشتركة خصوصاً الأمن في الخليج والأمن الاقليمي والسلام في الشرق الأوسط ومكافحة التطرف وقضايا أخرى». وشدد المسؤول على عمق العلاقة الاستراتيجية بين الرياضوواشنطن، و»الصلبة» في المجال الأمني والدفاعي، ولفت الى أن «التحالف يتخطى التغييرات والتبدلات النوعية في المنطقة» وأن واشنطن «لا تستبدل حلفاءها». وأشار الخبير في معهد «وودرو ويلسون» ديفيد أوتاواي الى أن محادثات أوباما ستتطرق بالدرجة الأولى الى أمن الخليج والملف النووي الايراني، والتزام واشنطن منع ايران من امتلاك سلاح نووي. وأكد أن السعودية «تؤيد المفاوضات الديبلوماسية وستكون شريكاً أساسياً لانجاحها». ومن هنا قد يبحث الجانبان في امكانية زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الرياض. كما سيكون أمن واستقرار منطقة الشرق الأدنى على الطاولة اضافة الى البحث في المرحلة الانتقالية في مصر والوضع في سورية. وأشار أوتاواي الى أن الجانب الأميركي والى حد بعيد «عدل موقفه من التطورات في مصر وهو يتلاقى مع الرياض اليوم». وفي الملف السوري من المتوقع أن يبحث الرئيس الأميركي في امكانية دعم المعارضة المعتدلة وضرب المجموعات الارهابية في سورية، وهو ما كان مدار المحادثات اثناء زيارة وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف الى واشنطن الشهر الماضي. ولاحظ استمرار الخلاف الأميركي - السعودي في مقاربة الوضع في العراق، والموقف من رئيس الوزراء نوري المالكي. اضافة الى التعاطي مع عملية السلام، التي تراها السعودية أحد أعمدة استقرار المنطقة وستدفع باتجاه الضغط على اسرائيل وانجاح العملية التفاوضية. وسيلتقي أوباما مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الجمعة وسيرافقه أركان ادارته بينهم وزير الخارجية جون كيري وقيادات من الدفاع والاستخبارات.