نفّذ أمس، شخصان احدهما امرأة سورية قرار حرق نفسيهما في لبنان، لكنهما بقيا على قيد الحياة وفي حال حرجة جداً، وأصاب أحدهما 6 من رجال الأمن معه بحروق. مشهد لم يعتد عليه اللبنانيون لأشخاص أرهقتهم الصعوبات المعيشية، بل كثرت حالات الانتحار لأسباب مماثلة ولكن بطرق أخرى. في طرابلس، أضرمت المرأة السورية النازحة مريم خولي الأم لأربعة أولاد النار في نفسها أمام مركز المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بعدما تبيّن، وفق ما أدلت به بصعوبة كبيرة أمام قوى الامن الداخلي عند نقلها إلى مستشفى «السلام»، انها وزوجها «حاولا المجيء إلى المركز مرات عدة للحصول على مساعدات لكنهما لم يتمكّنا منذ 5 أشهر من الحصول عليها، وقيل لهما أمس أن إسمها غير موجود بين المعوزين». وعمل النازحون الآخرون المنتظرين دورهم على إطفاء جسدها ونقلها الصليب الاحمر إلى المستشفى بعدما التهمت النيران نسبة 65 في المئة من جسدها20 في المئة منها من الدرجة الثالثة. وأوضح المكتب الاعلامي للمفوضية أنه يجهل الأسباب ويصعب على المساعدة الاجتماعية الاستماع إليها بسبب حالتها، موضحاً ان «مريم مسجّلة لدى المفوضية منذ عام 2011 وتتلقى المساعدات مثلها مثل باقي النازحين». وأكّد ان «مريم تعالج الان على نفقة المفوضية». وأضرم المواطن فوزي نخلة وهو أب لثلاثة أولاد وشقيق صاحب محطة «نخلة» للمحروقات في عانا (البقاع الغربي) المقامة على أرض تعود ملكيتها في الاساس الى آل ادة النار في نفسه صباح أمس في وجه قوة من الامن الداخلي غداة تبلّغ شقيقه قراراً بإقفال مورد رزقه بعد 5 سنوات من التقاضي مع مالكي الأرض. ونُقل نخلة بعد الحادثة إلى المستشفى وحاله حرجة. ولاحقاً، أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان أنه «تنفيذاً لقرار قضائي بإقفال محطة المحروقات توجهت دورية من فصيلة جب جنين إلى المكان لتنفيذ التكليف، وكان شقيق المستثمر بانتظارها مفترشاً الأرض ومتوسطاً نحو عشر قوارير غاز ومحتضناً إثنتين تتسرب منهما مادة الغاز، ويصب البنزين على جسمه والأرض ولدى ثنيه عن إضرام النار أقدم بسرعة على إضرام النار بنفسه وآمر الفصيلة وأصيبا بحروق وخمسة من عناصر الدورية. وتعهد المستثمر بموجب محضر بإقفال المحطة خلال أسبوع».