اكد رئيس الحكومة القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني «ان التهديدات التي نسمعها يميناً وشمالاً على لبنان تجعلكم تتماسكون كلكم بعضاً مع بعض لأن لها خلفيات اخرى خارجة عما هم يدّعون وما يحاولون قوله عن بعض القضايا التي نعتقد بأن لها سلبيات تختلف عما يقولون ويضمرون»، في حين رأى رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط «غيوماً سوداً تلوح في الافق وربما لا مفر لنا الا بالتأكيد على الحوار والتضامن والتأكيد على البيان الوزاري بالتضامن بين الجيش والدولة والمقاومة في مواجهة اي عدوان اسرائيلي». وكان المسؤول القطري والوفد المرافق تابعا زيارتهما الرسمية للبنان لليوم الثالث، وانتقلا الى المختارة حيث اقام جنبلاط إستقبالاً مميزاً رسمياً وشعبياً ورفعت الاعلام القطرية واللبنانية واللافتات المرحبة بالزيارة على مدخل القصر والتي تشكر وقوف دولة قطر مع لبنان. وفي باحة القصر الخارجية اقيم احتفال شارك فيه الى جانب المحتفى به الوزراء القطريون: التعاون الدولي القائم بأعمال وزارة التجارة خالد بن حمد العطية، والمال يوسف حسين كمال، والثقافة والفنون والتراث حامد عبد العزيز الكواري، وسفير قطر لدى لبنان سعد الهلال المهندي، ونجل النائب جنبلاط تيمور، ووزراء ونواب، ومالك ارسلان ممثلاً رئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال ارسلان، والنائب السابق ايمن شقير، ووفد من «الجماعة الاسلامية». كما حضر ممثل عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن القاضي غاندي مكارم، وراعي ابرشية دير القمر للموارنة المطران الياس نصّار، وراعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة حداد، والشيخ عبد الحليم الحاج شحادة ممثلاً مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، ورجال دين وفاعليات وقيادة الحزب التقدمي الاشتراكي. ونوه جنبلاط في كلمة بمساهمات قطر «في جميع المجالات الاقتصادية والانمائية وحتى في دعم وتحصين عودة المهجرين بدءاً من العودة عام 1992 والمساهمة الاساس والرئيسية لقطر تدخلها ووضعها حداً لامكان الفوضى في البلاد والحرب الاهلية والمذهبية في البلاد وكانت التسوية التاريخية التي رعاها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التي وضعت حداً لهذا الاضطراب الهائل ووضعت الاسس التي من خلالها استقر لبنان». وأضاف قائلاً: «اليوم والحمدالله وكان المدماك لهذا الاساس الحوار ووحده الحوار يحل المشاكل بين اللبنانيين. التضامن والحوار والوحدة الوطنية هي الاساس للانطلاق بكل شيء، وركزنا سوية في قطر آنذاك وفي التسوية التاريخية على اتفاق الطائف الذي يؤكد الهدنة مع اسرائيل والعلاقة المميزة مع سورية، هكذا كان لقطر الايادي البيض لمنع لبنان من الانجرار الى الحرب الاهلية ومنذ تلك اللحظة منذ عامين ونحن نسير في خطى مدروسة اوصلتنا الى حكومة الوفاق الوطني ولجنة الحوار الوطني وسنستمر ان شاء الله على الخطى نفسها التي اتفقنا عليها آنذاك برعاية دولة قطر وحكامها». وتمنى الشيخ حمد بن جاسم في كلمته «في هذا اليوم ووسط هذا الاستقبال اللطيف للبنان السلام والاستقرار، وما قمنا به في قطر يا اخي وليد هو واجب ونحن نتعاطى في قطر اميراً وحكومة وشعباً مع لبنان بشكل كبير جداً بخاصة ان قطر واهلها لهم ما لكم في لبنان فنحن جيران في الجبل وعاليه». وتمنى «التوفيق للبنان والتماسك والازدهار وان يسود هذا الهدوء، وقد استبشرت خيراً برؤية مختلف الاطراف يتكلمون ويتناقشون وهذا هو لبنان الذي هو لكل اللبنانيين والدولة الديموقراطية التي تناقش كل قضاياها بشكل ديموقراطي وبشكل حضاري. ندعو من الله ان يوفقنا جميعاً لاستتباب الامن والخير على لبنان». واقام جنبلاط مأدبة غداً تكريمية على شرف ضيفه، تبعها لقاء موسع. الى ذلك، اعتبر الحزب التقدمي ان «الخطوات السياسية التي اتخذها بالتوازي مع خطوات مماثلة قامت بها اطراف سياسية أخرى، ساهمت في انتاج مناخات تؤسس للعلاقات اللبنانية - السورية المرتكزة الى اتفاق الطائف الذي أكد العلاقات المميزة وعلى اتفاقية الهدنة مع اسرائيل». وتمسك الحزب في بيان لمناسبة ذكرى تأسيسه وعيد العمال ب «حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على المقاومة حتى التوصل الى استراتيجية دفاعية تتيح رفع قدرات المواجهة مع العدو الاسرائيلي الى المستوى المطلوب».
