أكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي «قبلا بالمحادثات غير المباشرة»، وأن العمل جار على وضع «هيكلية هذه المحادثات ومحورها». واشار الى أن ديفيد هيل، مساعد المبعوث الاميركي جورج ميتشل، يعمل مع الأطراف المعنية «للاعداد لاجتماعات لجنة المتابعة العربية» في القاهرة غدا، وتحضيراً لعودة ميتشل الى المنطقة الأسبوع المقبل. وفيما رفض المسؤول اعطاء تفاصيل عن الضمانات الممنوحة للفلسطينيين، أكد أن واشنطن «تحض جميع الأطراف على الامتناع عن اصدار أي بيانات أو القيام بخطوات تؤجج الوضع وتستبق نتائج المحادثات». واضاف أن واشنطن تأمل في أن تؤدي هذه المحادثات الى «مفاوضات مباشرة في أسرع وقت ممكن». بموازاة ذلك، عاد التوتر الى العلاقة بين حركة «حماس» ومصر بعد مقتل اربعة فلسطينيين وإصابة عشرة آخرين في انهيار نفق جنوب مدينة رفح الحدودية بين قطاع غزة ومصر، اذ حمّلت الحركة القاهرة مسؤولية الحادث، فيما اعتبرت مصر ان «الأزمة مفتعلة» و«حماس تريد تصدير ازمتها الداخلية الى مصر». وأشار شهود في غزة إلى ان الأمن المصري فجّر فتحة نفق حدودي على الجانب المصري أول من أمس، ما أدى إلى انهياره ومقتل أربعة أشخاص. ولم تؤكد مصادر طبية في غزة رواية الغاز السام، اذ قال مدير مسشتفى ابو يوسف النجار الذي استقبل القتلى والمصابين، ان المستشفى لا يملك القدرات التقنية لاجراء الفحوص اللازمة. أما في القاهرة، فنفت مصادر أمنية مصرية تفجير أنفاق في المنطقة الحدودية في الأيام الماضية، مشيرة الى انها تنسق مع الجانب الفلسطيني بهدف إخلاء الانفاق تجنباً لوقوع اصابات. واكتفى الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي بالقول ردا على الاتهامات باستخدام الغاز: «انها معلومات خاطئة». ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن مسؤول قوله: «لا صحة لما تردد عن استخدام غازات سامة في تطهير أحد الانفاق»، موضحاً ان العمل على اغلاق فتحة نفق تسبب في انهيار نفق مجاور كان فيه المهربون السبعة الذين كانت بحوزتهم «مواد ملتهبة» تسببت في اصابتهم بحروق شديدة واختناق. وتبادلت «حماس» والقاهرة الاتهامات، فقال الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري في مؤتمر صحافي عقده في غزة ان حركته «تحمّل الجانب المصري مسؤولية مقتل الاربعة... بضخ غاز سام في احد الانفاق... ونطالب بالتحقيق في الحادث». وقال: «نستنكر تكرار حوادث القتل، اذ بلغ عدد الضحايا 105، منهم 40 قتلوا بسبب الغاز السام والمياه العادمة في الانفاق». من جانبه، قال مسؤول مصري موثوق به ل «الحياة» ان «الازمة مفتعلة، كل يوم تحدث وفيات في الانفاق بسبب تماس كهربائي او انهيارات داخلية او اغلاق انابيب التهوية، لكنهم (في حماس) يريدون تصدير أزماتهم وتحميلها لمصر بهدف تخفيف الضغط عليهم والانتقادات الكبيرة الموجودة في غزة»، مشيرا الى ازمة الحركة مع «الجبهة الشعبية» والازمة المالية الخانقة نتيجة منع مصر تهريب الاموال عبر الانفاق. واضاف ان «مصر تحكم الآن قبضتها على معبر رفح. لم تكن لدينا اشكالية في الانفاق لو كانت فقط لادخال المستلزمات الاساسية والمعيشية لاهالي القطاع، لكن مصر ترفض على الاطلاق استخدام الانفاق في تهريب البشر والارهابيين وتهديد أمنها القومي وضرب السياحة في سيناء من خلال خطف سياح»، كاشفاً «وجود ارهابيين مصريين ضلعوا بجرائم على الاراضي المصرية وتسللوا الى غزة من خلال المعابر، ومصر طالبت حماس بتسليمهم، لكنها لم تتجاوب».