تمنى رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن يواجه اللبنانيون التهديدات (الإسرائيلية) بوحدتهم الوطنية وليس بالسلاح، في كلمة له أثناء مأدبة تكريمية أقامها على شرفه رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في حضور عدد من أقطاب السياسية اللبنانية يتقدمهم نائب رئيس الوزراء القطري وزير الطاقة عبدالله العطية ورئيس الحكومة سعد الحريري وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وعدد كبير من الرسميين. وفيما توزعت اهتمامات المسؤولين اللبنانيين بين الانتخابات البلدية التي تجرى مرحلتها الأولى في جبل لبنان الأحد المقبل، في ظل إقفال باب الترشيحات في بيروت والبقاع واستمرار فشل التوافق على لائحة موحدة في العاصمة، وبين الاتصالات الخارجية لدرء التهديدات الإسرائيلية حيال لبنان، هزت الرأي العام جريمتان شنيعتان ارتكبتا في إحدى قرى الشوف الجبلية. إذ راح ضحية الجريمة الأولى رجل وامرأة مسنان مع حفيدتيهما (7 و9 سنوات) ليل أول من أمس ذبحوا بالسكين. أما الجريمة الثانية فوقعت حين أوقفت القوى الأمنية مشتبهاً به من أصحاب السوابق، تردد أنه اعترف بارتكاب الجريمة، وعندما اقتادته القوى الأمنية الى البلدة لتمثيل الجريمة هجم بعض الأهالي عليه وانهالوا عليه ضرباً فنقل الى المستشفى للمعالجة لكن بعض أبناء البلدة اقتحموه وأخرجوه منه وقضوا عليه طعناً وسط عجز عناصر الشرطة عن ردهم ثم شنقوه جثة هامدة. (راجع ص 6 و7) وتخلّل المأدبة التي أقامها بري لرئيس الوزراء القطري لقاء لدقائق بينهما وبين الحريري والعماد عون، طرح خلاله بري على عون السؤال حول أسباب عدم حصول توافق بالنسبة الى المجلس البلدي لمدينة بيروت، وعلمت «الحياة» أن عون أجاب: «أنا أريد أن أتمثل بعضو سني» (إضافة الى مطالبته بالأعضاء المسيحيين والأرمن). وذكرت مصادر مطلعة على وقائع اللقاء القصير أن بري نصح عون بعدم التوقف عند مطلبه أن يتمثل بعضو سني من المعارضة في المجلس البلدي. وذكرت مصادر مقربة من بري أن اللقاء حث كلاً من الحريري وعون على التواصل لمحاولة التوصل الى توافق. في وقت فوّض الحريري حلفاءه المسيحيين في قوى 14 آذار التفاوض مع عون، الذي يصرّ على أن يتم التفاوض بينه وبين الحريري. وفيما ذكرت مصادر بري أن اللقاء هدف الى إعادة العلاقة بين الحريري وعون على بحث التوافق في بيروت بدل المعركة الانتخابية، فإن الأوساط المتابعة للمفاوضات أشارت الى أن «حزب الله» يصر بدوره على تمثيل المعارضة في المجلس البلدي بأحد رموزها السنية وأنه يفضل أن يخسر مقعداً شيعياً سيربحه بالائتلاف مع «المستقبل»، على خسارة حلفائه السنة في العاصمة. لكن الحريري قال مساء أثناء استقباله اتحاد العائلات البيروتية: «لقد سعينا للتوافق في الانتخابات البلدية في بيروت، انطلاقاً من تمسكنا بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تكريس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وحفاظاً على صيغة العيش المشترك بين جميع مكونات العاصمة، ولكن البعض أراد هذا التوافق على قياسات لا تمثل هذه الروحية وهو يريد مشاركتنا في كل شيء ويرفض أن يشاركه أحد في شيء وهذا أمر غير مقبول». كما اجتمع الحريري مع فعاليات بيروتية أخرى في دارة آل الحريري في قريطم أبرزها «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية». وأعرب رئيسها محمد أمين الداعوق عن الارتياح الى الخطوات التي يقوم بها الرئيس الحريري في ما يخص الانتخابات البلدية «وهو شدد أمامنا على ضرورة مجلس بلدي فاعل للعاصمة». وعلى صعيد زيارة رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم فقد التقى بعد ظهر أمس كلاً من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ثم الرئيس السابق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، قبل أن يجري محادثات مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، جرى استكمالها الى مائدة عشاء. ويلتقي المسؤول القطري اليوم البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير والعماد عون وقيادات أخرى. وعلى صعيد آخر أثارت زيارة وفد أميركي ضم ضابطين من مكتب مكافحة الإرهاب مع موظف أمني في السفارة في بيروت معبر المصنع الحدودي مع سورية للاستفسار عن حاجات المعبر لتطوير مراقبة الحدود، ردود فعل من أوساط المعارضة وبعض النواب، خصوصاً انه اجتمع مع رجال الجمارك واستطلع مناطق حدودية. وفيما أعلنت وزارة الخارجية في بيان أنها لم تكن على علم بالزيارة قال مصدر أميركي رسمي ل «وكالة الأنباء المركزية» أن الزيارة تمت بدعوة من الحكومة ضمن برنامج المساعدات لمكافحة الإرهاب وتدريب موظفي الأمن اللبناني.