أطلقت الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيسة «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع» قبل ايام في احتفال اقيم في لندن «دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر»، وهي مؤسسة عربية شقيقة لدار بلومزبري البريطانية العريقة. قدمت الشيخة موزة أولى إصدارات الدار إلى الملكة إليزابيث في حفلة شاي أقيمت في قلعة ويندسور في حضور جمع من الشخصيات المعروفة. وفي احتفالية أدبية شهدها متحف «تيت مودرن» للفن الحديث أطلقت الدار قائمة إصداراتها الأولى للمهتمين في عالم النشر وأجريت جلسة قراءات مختارة من روايتي «الحفيدة الأميركية» لأنعام كجه جي و«رحلة مع مراد لثماني عشرة ساعة» للكاتبة الفلسطينية سعاد العامري. «الحياة» التقت المسؤول المكلف ل «دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر» المصري سيف سلماوي خلال وجوده في القاهرة في زيارة عمل للترويج لمشروع الدار. يشير سلماوي الى «ان دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر» هي مبادرة من الشيخة موزة بنت ناصر المسند لتأسيس أول دار نشر خاصة في قطر. وهي شراكة بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي تملك الدار ودار بلومزبري البريطانية الشهيرة التي تدير هذه الدارالجديدة». كان سيف سلماوي عمل من قبل محرراً مسؤولاً في دار الشروق المصرية واستطاع تحقيق طفرة لافتة في منشورات الدار طوال خمسة أعوام. وهو يؤكد ان الدار تركز على نشر الكتب المتميزة في مجالات الرواية وأدب الطفل، وكتب التاريخ والسير والتراجم، والكتب المدرسية، والدراسات الأكاديمية. ولفت الى ان الدار بادرت بنشر ترجمة لأعمال عربية ناجحة ومنها رواية «الحفيدة الأميركية» للكاتبة العراقية أنعام كجه جي التي كانت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية العام الماضي ونالت تقدير القراء والنقاد لأن من أهدافها «توصيل الأدب العربي المتميز الى القارئ العالمي، عبر ترجمتها ترجمة إنكليزية رفيعة بأقلام مترجمين محترفين ومشهود لهم بالدقة والمهارة». وقال سيف سلماوي: «سنعمل على نشر الأعمال المتميزة لتوزع من طريق شبكة توزيع بلومزبري الواسعة في بريطانيا وأميركا وبقية أنحاء العالم. وسنتولى نحن توزيعها في العالم العربي». وأوضح ان الدار أصدرت كذلك الرواية الجديدة للكاتبة والمهندسة الفلسطينية سعاد العامري «مراد مراد»، وقال «سنصدر الرواية نفسها باللغة العربية أيضاً خلال أشهر قليلة» والمعروف ان سعاد العامري هي مؤلفة كتاب «شارون وحماتي» الذي حقق نجاحاً كبيراً بالإنكليزية وترجم إلى أكثر من 11 لغة وحصل على جائزة فياريجيو - فيرسيليا الإيطالية المرموقة. وقال سلماوي أن من أهداف الدار الأساسية «تشجيع الطفل العربي على القراءة باللغة العربية وحب الكتاب. وأشار الى ان الدار قامت في البداية بترجمة خمسة كتب من أكثر كتب الأطفال رواجاً في بريطانيا وأميركا وأكثرها فوزاً بالجوائز لتصبح متوافرة لأول مرة باللغة العربية فيستمتع بها الطفل العربي» أما الأهداف الأخرى التي تسعى الدار اليها فهي: «تشجيع الشباب العربي على الإبداع والكتابة. ولذلك أصدرت الدار كتاباً مشتركاً باسم «أصوات قطرية» ل25 شاباً وشابة موهوبين من قطر ينشرون للمرة الأولى، وهم نتاج ورش الكتابة التي تنظمها الدار بدءاً من السنة الماضية ويدرّس فيها مدربون متخصصون من الولاياتالمتحدة الأميركية». وأعلن سلماوي أن الدار في صدد التعاقد مع بعض أبرز الأسماء الشابة في العالم العربي، معتبراً ان «دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر» تتميز عن غيرها من دور النشر في المنطقة بوجود قسم تطوير للكتابة والقراءة، والذي لا يوجد في الكثير من دور النشر التجارية. وأشار سلماوي الى ان وجود هذا القسم «يعكس القيمة الأساسية للدار، ألا وهي الاهتمام بالأصوات الجديدة في الأدب ودعمها». وعطفاً على نشر أعمال الكتاب العرب المعروفين والموهوبين باللغتين الإنكليزية والعربية، تقدم الدار فرصًا للتدريب وتنمية المهارات للكتّاب الطموحين من خلال ورش عمل وندوات ومؤتمرات، وتعرض هذه البرامج المتعددة عناصر مختلفة من المهارات الكتابية باللغتين الإنكليزية والعربية للكتاب المهتمين بالأدب على اختلاف أنواعه ومستوياته سواءً كان أدباً أو شعراً أو مقالاً. ويقول سلماوي: «تتنوع الموضوعات التي تتناولها «دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر «في ورش العمل التي تنظمها شهرياً، ما بين الكتابة للأطفال، وكتابة الروايات، والمذكرات، وكتابة المقال. وتتراوح مدة ورش العمل من ساعتين إلى أيام على مدار أسابيع متتالية وفق المحاضر وأسلوبه والموضوع». ولفت الى «ان ورش العمل السابقة شاركت فيها سارة جريندلي، كاتبة الأطفال، وكارول هندرسون، المحاضرة في مجال الكتابة، وشلينا زهرا جنمحمد، وموهانا راجا كومار مديرة قسم تطوير القراءة والكتابة في الدار». و قال: «حققت هذه الدورات نجاحاً مرضياً جداً ونتج منها كتاب «أصوات قطرية» الذي نحن فخورون به إلى أقصى درجة.» وأكد ان الدار ستسعى الى نشر الإبداع العربي المتميز وترجمته وتطبيق معايير النشر العالمية التي تلتزم بها بلومزبري، إضافة الى السعي للتعاون المشترك مع دور نشر عربية تحظى بالتقدير والاحترام ولها حضورها المميز في السوق العربية». وأوضح سلماوي ان الدار لها طموحات كبيرة اذ تؤكد أرقام مبيعات الأدب العربي المترجم وهي تتزايد يوماً بعد يوم، أن القارئ الغربي متعطش للتعرف على العالم العربي، ويقدر الأدب الحقيقي مهما كانت جنسيته. و «سيكون هدفنا تقديم أفضل الإبداعات العربية». وأشار الى ان مشاركة الدار في اصدار الكتيب المصاحب لمهرجان « بيروت 39» هو جزء من طموحات الدار في التواجد داخل السوق العربية مؤكداً ان « الكتاب يقدم 39 كاتباً شاباً من أفضل الكتّاب في العالم العربي يترجم معظمهم للمرة الأولى الى الإنكليزية ليتعرف عليهم القارىء الغربي».