لندن - يو بي أي - كشفت صحيفة الغارديان الصادرة اليوم الخميس نقلاً عن مصدر استخباراتي أميركي أن زعيم حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود نجا من غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار في كانون الثاني'يناير الماضي وهو على قيد الحياة وبصحة جيدة. وقالت الصحيفة إن المسؤول الاستخباراتي الاميركي، وصفته ب"البارز"، شاهد شريط فيديو للهجوم الصاروخي الذي شنته على محسود وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) بطائرة من دون طيار، لكنه رفض اعطاء تفاصيل أخرى. وكان تردد بأن محسود لقي حتفه في الغارة الجوية في جنوب وزيرستان في كانون الثاني'يناير الماضي، إلا أن مقتله لم يتم تأكيده من قبل الولاياتالمتحدة أو المخابرت الباكستانية. واضافت الصحيفة أن المسؤول الأميركي، الذي تحدث إليها شريطة عدم الكشف عن هويته، أكد أن محسود "على قيد الحياة وأُصيب ببعض الجروح في الغارة لكنه على ما يرام، وأن الولاياتالمتحدة تتعرض لضغوط لعدم قدرتها على تحقيق الكثير في افغانستان وتشكل مثل هذه الغارات أحد سبل ضرب تنظيم القاعدة وحركة طالبان". وابلغ المسؤول الأمني الأميركي الصحيفة "أن جهاز الاستخبارت الباكستاني (آي إي آي) سيكون على استعداد كبير للعب دور في المفاوضات مع حركة طالبان ولكن فقط إذا ما طلبت منه الحكومة الافغانية والادارة الأميركية ممارسة هذا الدور، لأن جواسيس باكستان في الوقت الراهن يجلسون على الهامش ويراقبون". وقال "هناك جهود مختلفة ضد حركة طالبان، لكنها مجزأة ولا أحد يعرف ما يقوم به أي شخص آخر، وإذا كان المقصود منها ارباك طالبان فإنها تعمل في هذه الحالة، غير أن هناك عائقاً وحيداً وهو تضارب سياسات بريطانيا والولاياتالمتحدة في هذا المال". واوضح المسؤول "البريطانيون هم أكثر استعداداً للتفاوض والتحاور مع طالبان، فيما يحاول الأمريكيون خلق ظروف تجبر الحركة على الجلوس إلى طاولة الحوار، لكنهم وفي رأيي لن يتمكنوا من تحقيق ذلك". واشارت الغارديان إلى أن الكشف عن أن محسود على قيد الحياة سيوجه ضربة إلى (سي آي إيه)، والتي كثّفت جهودها لقتله في وقت مبكر من هذا العام بعد ظهوره في شريط فيديو إلى جانب ناشط من تنظيم القاعدة قتل سبعة جواسيس أميركيين بقاعدة في جنوبافغانستان أواخر كانون الأول'ديسمبر الماضي.