نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن ديبلوماسيين غربيين كبار قولهم إن مخابرات دول غربية، بما فيها الولاياتالمتحدة، التي طًلب منها التحقق من الخبر عن نقل صواريخ "سكود" من سورية إلى "حزب الله" أقرت بأنه "ليست لديها القدرة على التحقق في شكل مستقل من تفاصيل الخبر". وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل نقلت خلال الشهور الماضية رسائل شديدة اللهجة إلى الولاياتالمتحدة ودول أخرى في الاتحاد الاوروبي حول نقل وسائل قتالية متطورة من سورية إلى حزب الله. وأضافت أنه في ظل رقابة عسكرية على وسائل الإعلام العبرية فإن تسريبات إلى وسائل إعلام دولية أفادت أن سورية نقلت إلى الحزب اللبناني صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ سكود وحتى أسلحة كيماوية. وتابعت "هآرتس" أن إسرائيل طلبت من الولاياتالمتحدة وفرنسا وايطاليا وألمانيا أن تنقل إلى سورية رسائل تحذرها من نقل الأسلحة، وأن هذه الدول نقلت فعلاً الرسائل لكنها طلبت من مخابراتها التيقن من خلال مصادرها الخاصة من صحة المعلومات، وتحديداً حول نقل صواريخ "سكود". وأضافت "هآرتس" إن نشر الخبر في صحيفة عربية (كويتية) أشعل التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وزادت أنه بعد الفحص الذي أجرته دول غربية، لها مصادرها المخابراتية الجيدة في سورية ولبنان، بما فيها الولاياتالمتحدة،" ثمة شكوك كبيرة تراودها حول مصداقية المعلومات الاستخباراتية التي في حوزة إسرائيل، أو على ألأقل بشأن تحليل مغزاها". واضافت أن مسؤولين في الإدارة الأميركية أقروا بأنه ليس واضحاً تماماً إذا ما كانت الصواريخ نقلت إلى حزب الله أم لا. وقالت الصحيفة إنه بحسب أقوال ديبلوماسيين غربيين كبارا فإن التحريات التي اجرتها وكالات المخابرات الغربية بضمنها الأميركية لم تظهر في شكل واضح أن الصواريخ نقلت وأن المخابرات الأميركية كانت متأكدة فقط من أن عناصر حزب الله تتدرب في سورية على تشغيل صواريخ سكود. وتابعت "هآرتس" أن السجال العلني حول نقل الصواريخ أدى إلى حال من "الهلع" في لبنان من إمكان نشوب حرب جديدة. ونقلت عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قوله في محادثات مغلقة إن "ثمة هستيريا تامة في لبنان من احتمال قيام إسرائيل بهجوم إسرائيلي وحرب جديدة" على خلفية التقارير عن نقل صواريخ سكود من سورية إلى حزب الله. وتابعت أن أبو الغيط قام بإرسال رسائل مستعجلة إلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وعدد من نظرائه الأوروبيين دعاهم فيها إلى التدخل العاجل لدى إسرائيل لمنع اشتعال الأوضاع على الحدود مع لبنان. وحذر أبو الغيط من أن إسرائيل تبحث عن ذريعة لشن حرب أخرى على لبنان. وزادت الصحيفة أن عددا من قادة اوروبا لمسوا هم أيضاً قلق القيادة اللبنانية من حرب إسرائيلية وأن عدداً منهم تلقوا رسائل مستعجلة من رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري دعاهم فيها للعمل على كبح جماح إسرائيل. وتوقعت الصحيفة أن تطرح هذه المسألة خلال لقاء الرئيس المصري حسني مبارك برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الاثنين المقبل.