استمراراً لتداعيات موضوع الهزات الأرضية التي شهدتها منطقة المدينة خلال اليومين الماضيين، علمت «الحياة» من مصادرها أن هناك نشاطاً بركانياً «خامداً» بدأ ينشط جنوب شرق المدينةالمنورة في قرية رهاط 40 كيلو متراً عن المدينةالمنورة، بعد إخلاء بعض السكان من قرية «هدمة» الواقعة في قلب مكان بركان قديم، في حين حذر خبراء من إنشاء المساكن بالقرب من المناطق البركانية التي من الممكن أن تثور في أي لحظة، إلا أن مدني المنطقة طمأن السكان عن استعدادها لمواجهة أي طارئ. وأكد رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الدكتور زغلول النجار أن منطقة المدينةالمنورة وما حولها تشمل الكثير من الطفوح، والمخاريط، والفوهات البركانية، لاسيما منطقة الحرتين التي يمكن أن تثور في أي لحظة، محذراً من إنشاء المساكن بالقرب من المناطق البركانية. وأوضح النجار خلال ندوة نظمتها الجامعة الإسلامية أول من أمس بعنوان «زلازل وبراكين المدنية المنورة بين الحقيقة والشائعة» أن السعودية مليئة بالحرات والطفوح البركانية التي تشمل حمم الصخور ، وقال: «الأرض تتعرض لمليون هزة أرضية كل عام, وأغلبها هزات خفيفة لا يشعر بها الإنسان، ولا يستطيع أحد في الكون أن يستثني بقعة معينة من الزلازل والبراكين وغيرها من الظواهر الكونية». وأشار النجار إلى أن الجزيرة العربية محاطة بشبكة من الطفوح المكونة من حمم الصخور البركانية المنصهرة التي تدفقت من باطن الأرض إلى سطحها عبر فوهات بركانية انفصلت صفيحتها العربية عن الإفريقية، وشكلت أخدوداً داخل البحر الأحمر. ولفت إلى أن الظواهر الكونية تشمل كل خير، لكنها في الوقت ذاته تحدث أضراراً بالغة، والسائد في علم البراكين أنها تخرج من الأرض كل العناصر التي لو بقيت بداخلها لانفجرت، وهي ذاتها الفتحات التي تخرج منها مياه البحار. كما أنها تخرج غاز الكربون الذي يكون الغلاف الغازي لكرة الأرض التي لها فوائد كثيرة «أخرج منها ماءها ومرعاها». من جانبه، أوضح رئيس هيئة المساحة الجيولوجية زهير نواب أن السعودية ركزت على دعم الجهات ذات العلاقة في الزلازل والبراكين بميزانية جيدة، وتم توحيد جميع المراصد تحت مظلة هيئة المساحة، وتغطي حالياً 57 محطة ومرصداً منتشرة في أنحائها، وسيضم إليها 20 مرصداً جديداً، ونحن نهدف إلى إنشاء 100 مرصد خلال الخطة الخمسية. وأكد نواب «أننا نحتاج إلى زرع ثقافة القبول في الأمر الواقع خصوصاً مع سرعة انتشار الخبر وحداثة الوسائل التقنية التي جعلت الناس يعيشون مع الأحداث لحظة بلحظة، لافتاً إلى أن الزلازل والبراكين تعتبر أحداثاً مخيفة لبني البشر، والزلازل يمكن حدوثها في أي مكان في الأرض، وليس بالضرورة أن كل زلزال تنفجر عنه ثورة بركان». وشدد نواب أن السعودية ليست في منطقة حزام زلازل كبعض الدول الآسيوية مثل اليابان وإندونيسيا وغيرها من الدول التي اعتاد أهلها كثرة الزلازل والبراكين. بدوره أكد أمين منطقة المدينةالمنورة عبدالرحمن الحصين جاهزية واستعداد الأمانة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في التعاطي مع أي طارئ، فيما أعلن العميد في الدفاع المدني غالب الجهني جاهزية الإدارة لمثل هذه الظروف بالتدريبات اللازمة والعمليات الافتراضية، مشيراً إلى أنها على أتم الاستعداد لمثل هذه الظروف. يشار إلى أن يومي الخميس والجمعة الماضيين شهدا رصد أكثر من 1200 هزة أرضية في محافظة العيص شمال غرب المدينة. وأكد المختصون أنها ضعيفة وغير مؤثرة. والمعروف أن المدينةالمنورة تحيط بها الحرات من جهة الشرق والجنوب والغرب، وثارت بها براكين عدة كان أشهرها البركان التاريخي سنة (654) ه.