هناك أناس يفخرون بامتلاك نوع من المهارات ومجموعة من القدرات يعتقدون بأنها تميزهم عن الآخرين. تلك التي تجلت بشدة في الآونة الأخيرة. تجد من يقول إن فلاناً فعل كذا وهو للأسف لا يريد مما فعل سوى كذا وكذا. وتبدأ عمليات الشق عن الصدور وتوقعات بواطن الأمور. وتلك للأسف الشديد من أسوأ الآفات التي ابتلي بها المجتمع ونهى عنها الاسلام وجميع الديانات السماوية. ويحضرني الرجل الكافر الذي طارده الصحابي أسامة بن زيد في إحدى الغزوات وسقط على الأرض رافعاً يديه مستغيثاً وشهد الشهادتين وعلى رغم ذلك قتله أسامة وعاد للرسول المعلم عليه الصلاة والسلام ووجده في قمة الغضب وحاول أن يبرر فعلته بأنه نطق الشهادتين هروباً من الموت ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولته الشهيرة معاتباً: «هلا شققت عن صدره»؟ أصبح منا الكثيرون يشقون الصدور ويتوغلون في القلوب ويتوقعون النيات ولهم مدارس في هذا المضمار لا يضاهيهم فيه أحد. هذا الرجل ينفق ليرينا أنه محسن وتلك المرأة غطت شعرها لتوفير ثمن تصفيفه وهذا يصلي وقلبه غير معلق بالله وهذه تدعو الله ولا تستحق الإجابة. وكثر الأوصياء وانتشر الوباء وشُغِلَ الناس بغيرهم أكثر مما شغلوا بأنفسهم ونحتاج جميعاً إلى وقفة مع أنفسنا ونداء لنا جميعاً يعلنها صراحة «طوبى لمن شغلته عيوبه عن عيوب الناس وأحسنوا الظن بالعباد وأتركوا الدخائل لرب العباد». [email protected]