وفقاً لموقع «ويكيبيديا» إنه يوبيلها النحاسي، والنسخة العربية من هذه الموسوعة الالكترونية تقول إن لون اليوبيل بعد مرور 15 سنة يكون نحاسياً، أما نسختها الانكليزية فتعتبره كريستالياً أو بلورياً. مهما يكن من أمر اللون، يبقى المهم ان هذه الموسوعة المتاحة للجميع وبلغات كثيرة، مجاناً، صمدت خلافاً لكل التوقعات وأثبتت أنها صارت مرجعاً موثوقاً إلى حد كبير ولا غنى عنه في السرعة التي تشمل كل شيء بما في ذلك المعرفة. بدأ مشروع «ويكيبيديا» في 15 كانون الثاني (يناير) 2001 كمتمم لمشروع «نيوبيديا» الذي يكتبه محررون خبراء. وبسبب بطء تطور «نيوبيديا»، قرر جيمي ويلز ولاري سانغر أن ينشآ مشروعاً مفتوحاً لدعم «نيوبيديا»، هو «ويكيبيديا». الكلمة مؤلفة من مقطعين، wiki وتعني بلغة هاواي «بالغ السرعة» والثاني pedia وهي مشتقة من كلمة encyclopedia التي تعني «موسوعة». «ويكيبيديا» موسوعة متعددة اللغات محتواها حر لكنها تخضع لمراقبة شديدة منعاً، قدر الإمكان، لنشر معلومات خاطئة. تشغّلها مؤسسة «ويكيميديا» وهي منظمة غير ربحية. ونتيجة لطبيعتها التي تسمح لأي مستخدم بتعديل مقالاتها، شكك النقاد والمحللون بها وتساءلوا عن مدى صدقها ودقتها، كما أثيرت الشكوك حول حياد المقالات في الموقع، ومدى دقة المعلومات الواردة فيها. لذلك، حدد القائمون على «ويكيبيديا» سياسات وتعليمات على مستخدمي الموسوعة التزامها عند تحرير محتويات المقالات أو تعديلها، بهدف التصدي لمحاولات التخريب. عام 2009 كان في «ويكيبيديا» 15 مليون مقال مترجم إلى 270 لغة، كتبها متطوعون من العالم، والموسوعة من أشهر 10 مواقع على الإنترنت وأكثرها استخداماً. وصفت «ويكيبيديا» بأنها مجهود لإنشاء موسوعة تتمتع بأفضل جودة ممكنة لكل فرد على الكوكب بلغته الأم، ويتلقى نطاق «ويكيبيديا» الإنكليزية 57 في المئة من مجموع الزوار و16 في المئة لويكيبيديا الإسبانية و4 في المئة لويكيبيديا الألمانية، والنسبة نفسها لويكيبيديا اليابانية، أما ويكيبيديا العربية فتستقبل 1 في المئة من متصفحي الموسوعة. وإضافة إلى كل ذلك، تعتبر «ويكيبيديا» موقعاً تفاعلياً إذ يمكن المحررين أن يترجموا المقالات من لغة إلى أخرى، كما أن المقالات الموجودة تربط بروابط «إنترويكي»، يمكن رؤيتها في قائمة على أحد جانبي الصفحة. لكن ليس هناك شيء مثالي، فعلى رغم شعبية الموقع وانتشاره في كل القارات والمعلومات الكثيرة التي يقدمها، تبقى نبرة الانتقادات عالية في وجه المؤسسين والمسؤولين والمستخدمين. وقد يكون المنتقدون على حق إذ يتسلحون بذريعة أن هذه الموسوعة «يسيطر» عليها هواة غير متخصصين في المواضيع التي يحررونها، وأن المستخدمين يقرأون معلومات مجهولة المصدر وفي بعض الأوقات تكون غير حيادية. خلاصة القول، أن هذا الموقع هو مثال جيد وإيجابي على الانترنت كوسيلة ضرورية لحياتنا اليومية، ومثال أيضاً على واجب المستخدم في أن يفصل بين الغث والسمين، مع ضرورة التنبيه إلى عدم الركون إلى «ويكيبيديا» وحدها مصدراً للمعلومات لأن الكتاب يبقى ضرورياً وفسحة للقراءة والتأمل والتفكير. وفي ملاحظة أخيرة عابرة، يمكن تشبيه «ويكيبيديا» ب «صندوق الفرجة»، حيث نجد كل شيء في «قائمة طعام معرفي» تحتوي على أصناف لا تعدّ ولا تحصى ترضي مختلف الأذواق.