حذرت الوكالة الدولية للطاقة أمس من أن أسعار النفط التي تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ 12 سنة، قد تستمر في الهبوط، إذ توقعت استمرار الفائض في العرض هذه السنة مع زيادة إيران إنتاجها، وحذرت من تراجع أكبر للأسعار. وأفادت الوكالة في تقرير شهري بأن «السوق النفطية تواجه احتمال قضاء ثالث سنة على التوالي يتخطى العرض فيها الطلب بمليون برميل يومياً»، محذرة من «ضغط هائل على قدرة النظام النفطي على امتصاص هذا الفائض فعلاً». وأشارت إلى أن الإنتاج النفطي العالمي قد يزداد بنحو 300 ألف برميل يومياً بحلول نهاية آذار (مارس) المقبل بعد رفع العقوبات الاقتصادية والمالية التي كانت مفروضة على إيران اثر دخول الاتفاق حول ملفها النووي حيز التنفيذ. وهذه الزيادة ستعوض عن الخفض المتوقع في إنتاج بلدان من خارج «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) مثل الولاياتالمتحدة، حيث سيتراجع إنتاج هذه الدول 600 ألف برميل يومياً بعد زيادة قدرها 1.4 مليون برميل يومياً العام الماضي و2.4 مليون في 2014. وحذرت الوكالة من أن السوق النفطية ستغرق في فائض العرض ما لم يحصل تغيير. وأوضحت الوكالة أن الإنتاج العالمي من النفط سجل إجمالاً زيادة قدرها 2.6 مليون برميل يومياً عام 2015 وصولاً إلى 93.31 مليون برميل يومياً، بعد زيادة 2.4 مليون برميل يومياً عام 2014. كذلك سجل استهلاك النفط زيادة العام الماضي إنما بوتيرة أقل من الإنتاج، قدرها 1.7 مليون برميل في اليوم ليستقر عند 94.5 مليون، بمقارنة ب92.8 مليون برميل يومياً عام 2014. وتباطأ نمو الطلب بشكل حاد في الفصل الرابع بسبب اعتدال الطقس في بداية فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، والآفاق الاقتصادية القاتمة في الصين والبرازيل وروسيا وغيرها من الاقتصادات التي تتأثر بشدة بأسعار المواد الأولية. ورأى التقرير أن زيادة الطلب عام 2016 ستكون أدنى بقليل مما كان متوقعاً بسبب ارتفاع سعر الدولار، وقد خفضت الوكالة توقعاتها في شكل طفيف إلى 95.7 مليون برميل يومياً في مقابل 95.8 مليون برميل يومياً في السابق. وقال الرئيس التنفيذي ل «مؤسسة البترول الكويتية» الحكومية، نزار العدساني، إن الكويت قد تعلن عن خفض في دعم البنزين والكيروسين بحلول نهاية آذار (مارس). وأضاف: «الحكومة تقدم دعماً ضخماً، وسيرفع تدريجاً في الربع الأول من العام الحالي». وفي السعودية، أعلنت شركة «أرامكو» أن وحدة البنزين في مصفاة الرياض مغلقة لأعمال صيانة يُتوقع أن تستغرق 17 يوماً. وأضافت أن غرض الصيانة زيادة الإنتاج وتحسين جودة البنزين ورفع الأوكتان. ولن يؤثر التوقف في مستويات إنتاج «أرامكو» لأن الشركة نسقت مع الزبائن بما يكفل حصولهم على الكميات المتفق عليها عن طريق منشآت بديلة تابعة لها. إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط أكثر من ثلاثة في المئة مدعومة ببيانات تظهر أن الطلب على النفط في الصين سجل على الأرجح مستويات قياسية في 2015 إلا أن الأسعار ظلت أقل من 30 دولاراً. وزاد خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 1.09 دولار ما يوازي 3.8 في المئة إلى 29.64 دولار للبرميل. كما ارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة بواقع 34 سنتاً إلى 29.76 دولار للبرميل محافظاً على علاوته السعرية فوق «برنت». وأعلن وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي في اجتماع للجان الإدارات المشتركة للحقول النفطية في بغداد أن الوزارة «تبحث تقليص النفقات المالية للشركات النفطية الأجنبية العاملة ضمن عقود الخدمة». بدورها، أعلنت وزارة المال الجزائرية أن إيرادات الطاقة انخفضت 40.8 في المئة في 2015 مقارنة بمستواها قبل سنة، ما تسبب في تسجيل عجز تجاري قدره 13.71 بليون دولار بعد فائض بلغ 4.306 بليون في 2014. وتشير بيانات أعلنتها وزارة المال إلى أن إيرادات الطاقة بلغت 35.72 بليون دولار عام 2015 في مقابل 60.3 بليون في العام السابق جراء الهبوط الحاد لأسعار النفط. وأظهرت البيانات تراجع إجمالي الصادرات 40 في المئة إلى 37.78 بليون دولار بينما نزلت الواردات 12 في المئة إلى 51.501 بليون في 2015. وأعلنت «الشركة العمانية للصهاريج» (أوتكو) أن مشروعاً لتخزين النفط بسعة 25 مليون برميل سيفتتح في السلطنة في 2019 ما يساهم في الحفاظ على تدفق الخام من البلاد. وقال مدير المشاريع في «أوتكو» خلال مؤتمر في أمستردام إن هناك حاجة للمجمع الذي سيجري بناؤه في «رأس مركز» نظراً إلى أن السعة التخزينية في صحار بلغت مداها. وأضاف أن المشروع سيساعد السلطنة على مواجهة الظروف غير المتوقعة.