ميامي (فلوريدا) - أ ف ب - تسلمت فرنسا من الولاياتالمتحدة امس، الديكتاتور البنمي السابق الجنرال مانويل نورييغا لمحاكمته بتهمة تبييض اموال. وحطت الطائرة التي اقلت نورييغا (74 سنة) من ميامي (فلوريدا) في مطار رواسي قرب باريس. وصرح الناطق باسم وزارة العدل الفرنسية غيوم ديدييه بأن عملية تسلم نورييغا بدأت قبل أسبوعين حين تبلغت فرنسا قرار تسليمه. وأوضحت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة هيلاري كلينتون وقعت امر تسليم نورييغا. وأفادت وثائق قضائية ان مانويل نورييغا صعد على متن طائرة تابعة لشركة «ار فرانس» اقلعت من ميامي متوجهة الى باريس في الرحلة الجوية الرقم «أ ف 695». وبثت شبكتا «سي ان ان» و«سي بي اس» صور رجل قيل انه نورييغا يصعد الى طائرة بعد ظهر الاثنين. وأفادت مصادر قريبة من الملف بأن موظفين من ادارة السجون الفرنسية رافقوا الديكتاتور السابق في رحلته الى فرنسا. وأعلن محامي نورييغا الاميركي فرانك روبينو انه «لا يعلم شيئاً» عن قرار تسليم موكله، وقال ان «وزارتي الخارجية والعدل لم تبديا ادنى حد من اللياقة لابلاغي بأمر التسليم الذي تم التوقيع عليه وبأن الجنرال نورييغا بصدد الرحيل». وكانت المحكمة العليا في الولاياتالمتحدة رفضت في 22 آذار (مارس) الماضي، طلباً تقدم به نورييغا للطعن في قرار تسليمه. وأعلنت حكومة بنما انها تحترم قرار الولاياتالمتحدة «السيادي» بتسليم فرنسا الديكتاتور السابق، مطالبة في الوقت ذاته باعادته الى بلاده لمحاكمته. وأكد محامي نورييغا في بنما خوليو بيريوس ان تسليم نورييغا كان نتيجة اتفاق سري بين حكومات بنما والولاياتالمتحدةوفرنسا تفادياً لعودته الى بلاده. وحكم على الجنرال نورييغا في بنما بالسجن 54 سنة لتورطه في اختفاء واغتيال معارضين بين 1968 و1989. وأطاح تدخل اميركي في بنما بناء على امر من الرئيس الاميركي جورج بوش الاب، نظام نورييغا عام 1989. وبعد اعتقاله، دين بالسجن اربعين سنة في الولاياتالمتحدة بتهمة تهريب المخدرات وأودع السجن في فلوريدا لكن تم تخفيف الحكم الى 17 سنة لحسن سلوكه. غير انه قبل ايام قليلة من الافراج عنه في ايلول (سبتمبر) 2007، وافق قاض فيديرالي اميركي على تسليمه الى باريس. وحكم القضاء الفرنسي على نورييغا غيابيا عام 1999 بالسجن عشر سنوات بعد ادانته بتهم عدة لكنه يريد اعادة محاكمته بتهمة تبييض اموال. وقال الناطق باسم وزارة العدل الفرنسية إن نورييغا سيحال امام مدعي عام الجمهورية الذي سيبلغه فحوى محضر الاعتقال الصادر بحقه، مضيفاً ان قاضياً سيتخذ لاحقاً قراراً في شأن احتمال ايداعه الحبس الاحترازي في انتظار مثوله امام محكمة الجنح. وتابع ديدييه ان «المثول سيتم في موعد اقصاه شهران بعد ايداعه الحبس الاحترازي»، موضحاً انه لا يمكن تمديد المهلة سوى مرة واحدة. واعتبر محامي نورييغا الفرنسي ايف لبركييه انه لا يمكن للقضاء الفرنسي محاكمة موكله بسبب تقادم الوقائع وكذلك لحصانته بصفته رئيس دولة سابقاً. وبعد ان اعتبر لوقت طويل حليف الولاياتالمتحدة خلال الحرب الباردة، انقلب الوضع في واشنطن على نورييغا المخبر السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي أي)، واتهم بالتورط في تهريب المخدرات.