تجهر طهران عزمها على شن حرب في مياه الخليج ومضيق هرمز، ممر 40 في المئة من نفط العالم، إذا قُصفت منشآتها وأبنيتها التحتية. وتريد مناورات «الرسول الأعظم» التدليل على صدق التهديد والقدرة عليه. والبرهان الواضح هو المراكب الصغيرة والخفية التي شاركت في المناورات الأخيرة. وهذه ليست جديدة. فمنذ 2006 تجري طهران تدريبات في الخليج توقتها غالباً في الصيف. وقلل بواشنطن ناطق باسم البنتاغون أهمية المناورات، وذكّر بتعمد ايران التهويل بتجهيزاتها في أثناء المناورة. ولكن الغربيين يراقبون عن كثب أطوار ترسانة ايران من السلاح. ولاحظوا إشادة وزير الدفاع أحمد وحيدي، ب «مرصاد»، النظام الجديد والمضاد لسلاح الجو. وتبذل طهران جهداً كثيفاً في سبيل صناعة طائرات من غير طيار، ومراكب لا ترصدها الرادارات على شاكلة نظير لها على الساحل العربي المقابل والقلق من التسلح الإيراني النووي. ولم تدل ايران بتعليل لتقديم وقت مناوراتها الى الربيع. ومنذ تحذير موفدين أتراك وقطريين طهران من خطر ضربات إسرائيلية، يحمل المسؤولون الإيرانيون التهديد على محمل الجد. وكانت طهران تعلن انها لا تخشى هذه الضربات. وفي قمة قيادة الدولة يعم التشكك المتبادل صفوف القيادة، على قول أحد الإيرانيين الذين يخالطون دوائر المسؤولين بطهران. و «النظام يعلم انه مخترق». وهو يقاوم اختراقه بالقتل وإرهاب المرشحين الى اللجوء الى الولاياتالمتحدة، على شاكلة شهرام اميري الذي اختفى العام الماضي ولجأ الى وكالة الاستخبارات المركزية. وغداة اختفائه اغتيل مسعود محمدي، استاذ مادة الفيزياء. واتهم النظام إسرائيل والولاياتالمتحدة بقتله. والقتيل كان مقرباً من اميري، وعلى علم بقصته. مراسل عن "لو فيغارو" الفرنسية 23-4-2010 إعداد وضاح شرارة