انتهى رئيسا روسيا وأوكرانيا الى اتفاق يذلل أبرز الخلافات بينهما، وهو تحديد سعر الغاز ومصير أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول. وتحسم روسيا 100 دولار من سعر ألف متر مكعب من الغاز لقاء بقاء الأسطول الروسي في القرم الى 2042. والقيمة قبل الحسم هي 330 دولاراً. والسعر هذا هو نظير سعر بيع روسيا الغاز الى بيلاروسيا. ولكن مجلس أوكرانيا الأعلى والبرلمان الروسي لم يصادقا على الاتفاق بعد. ويرى الرئيس الأوكراني أن بلاده تدخر، في العقد المقبل، نحو 40 بليون دولار من خفض سعر الغاز. وفي وسعها استثمار الأموال هذه في خطط اقتصادية منتجة. وبموجب الاتفاق يُزود أسطول البحر الأسود بغواصات جديدة. وحصة الأسطول الروسي في القرم 70 في المئة من بنية القوة العسكريّة الروسيّة في البحر الأسود التحتية. ولكن الخبراء يرون أنّ 80 في المئة من القوات البحرية الروسية تآكلت. فعلى سبيل المثال، مضى نحو قرن على بناء سفينة «فولخوف». وبقية السفن العسكرية ليست أفضل حالاً. ويرى ادميرال متقاعد في قوات حرس الحدود أن الأسطول الروسي فقد دوره الجيوسياسي وقدرته على حماية روسيا، وتردت قوته عن نظيرها في الحقبة السوفياتية. فقوة الأسطول التركي تفوق ب 4،5 أضعاف قوة الأسطولين الأوكراني والروسي مجتمعين. وإذا احتَسبت المقارنة الأسطول التركي في البحر الأسود وقدرات قوات «حلف شمال الأطلسي» في البحر المتوسط، ومنها الأسطول الأميركي السادس، فاقت هذه بنحو 20 مرّة الأسطولين الروسي والأوكراني. وتتلقى أوكرانيا نحو 98،7 مليون دولار سنوياً بدل إيجار القاعدة البحريّة، ويضاف إليها 15 مليون دولار سنوياً مقابل خدمات يقدمها الأوكرانيون الى البحارة. وتخصص الحكومة الروسية نحو مليون دولار لتطوير البنية التحتية الاجتماعية في سيباستوبول. وقبل أعوام، باشرت روسيا، بناءً على قرار الرئيس بوتين في 2003، تشييد ميناء احتياطي لأسطول البحر الأسود الروسي في نوفوروسيسك. ومصير القاعدة البحرية هذه لم يتضح بعد. وكان من المفترض الانتهاء من تشييدها في نهاية 2016. ويبدو أن الخطط تغيرت، اثر الاتفاق مع أوكرانيا. وقد ترابط حاملات المروحيات الفرنسية، «ميسترال»، إذا أبرمت صفقة الشراء، في القاعدة البحريّة في سيفاستوبول. فأسطول البحر الأسود يتولى حراسة خروج السفن الروسيّة إلى المحيط الأطلسي والمحيط الهندي. * معلقة، عن «ازفيستيا» الروسيّة، 22/4/2010، اعداد علي شرف الدين