انطلاقاً من قناعتي بأن الفكر والمال وأي شيء آخر، يجمعها هدف شبه وحيد وهو العيش بشكل أفضل. وليس بالضرورة ان يكون الفكر ضد المال والمال ضد الفكر. تراءى لي بأن أتوجه اليك بهذه الكلمة. حضرة السيد كارلوس سليم المحترم. مبروك حصولك على لقب البليونير الأول في العالم لهذا العام. وقد سُررت حين شاهدتك على شاشات التلفزة، وسمعت صوتك، ونظرت في ملامح وجهك الهادئ، وأنت تتكلم اللغة الإسبانية. كما قرأت عنك في الصحف وعن زيارتك الأخيرة الى لبنان والى بلدة (المرحومين والديك) جزين، حيث أعرت عن رغبتك في المساعدة والاستثمار في لبنان. وكنت حقاً فخوراً بنفسي للحظات بدت ساعات، ولو أن في جيبي القليل من المال، وليس لديّ أي حساب في أي بنك! إذ شعرت وكأني سأحصل على هدية ما من «بابا نويل» في المكسيك في يوم من الأيام. اليوم، رأيت في خيالي، انطلاقاً من حُسن نيتي، بأن «الهدية» التي نحتاج اليها، بيروت وأنا، هي مركز «منتدى بيروت». وهو نادٍ ثقافي، ووجه من وجوه المدينة. يجمع النُخب والمواطنين العاديين، وبخاصة ذوي المهارات والناشطين الاجتماعيين. وكذلك المثقفين والفنانين والصحافيين والنقاد ومتذوقي الفن. وكاتب هذه السطور يعمل على تأسيسه. على أن يكون مركزه في مبنى «سيتي سنتر» المهدم، والباقي منه قاعة السينما والطوابق الأرضية، قرب مبنى «اللعازارية» في وسط بيروت. حيث تقام فيه منذ فترة معارض فنية ورسم. وذلك بسبب «رمزيّة» المكان. كونه الأرث الفني الوحيد بعد «التياترو الكبير» في المعرض، الباقي من بيروت القديمة. أي بيروت قبل الحرب. والمكان الذي يشعر فيه كل لبناني ومقيم في بيروت بأنه حُر وموجود في مكان من أيام زمان. وهذا مهم جداً على المستوى النفسي، وبخاصة لذوي المواهب الذهنية والفنانين، لما يُولِّد لديهم من ارتباط تاريخي وارتياح نفسي، وبالتالي تطور في ابداعهم. وكما هو معروف ان مبنى «سيتي سنتر» من العقارات الغالية مالياً في البلد، وسط بيروت. لذا أتوجه بطلب مساعدة منك أيها السيد الكريم كارلوس سليم، بشراء طابق أو أكثر في هذا المبنى «الرمزي»، الذي كان شرياناً حيوياً في بيروت القديمة، وكذلك سيكون مع وجود «منتدى بيروت» فيه. على أن تحمل المكتبة أو قاعة المهاجرين اسمك إذا أحببت. حينها سنرى جميعاً، خصوصاً أنت، الإبداع «اللبناني» كم هو فياض (اسم المرجوم أبي)، في المجالات كافة، «لأنو ما في أكثر من المبيضين» في وطننا العزيز لبنان.