نجا السفير البريطاني في اليمن تيم تورلوت من هجوم انتحاري استهدف موكبه صباح أمس في صنعاء، عندما فجر انتحاري نفسه قرب موكب الديبلوماسي الذي كان متجهاً إلى مقر عمله على بعد 600 متر من موقع الانفجار في شارع برلين شمال العاصمة اليمنية صنعاء. وذكرت وزارة الداخلية اليمنية أن اسم منفذ العملية الانتحارية، وهي الاولى من نوعها في صنعاء منذ نحو سنة، عثمان علي نعمان الصلوي (22 عاما) وهو طالب في الثانوية العامة. وأكدت إن المعلومات الأولية تفيد أن الإرهابي من أبناء محافظة تعز كان تلقى تدريباته في محافظة مأرب ونفذ عمليته بحزام ناسف أدى إلى تناثر جسده أشلاء، وتم التعرف عليه من خلال وجهه بعد العثور على رأسه فوق سطح احدى البنايات المجاورة. واشارت إلى أنه كان يرتدي زيا رياضيا. وقال مصدر أمني إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في التفجير الانتحاري هم امرأة تدعى فيروز عبد الله البراق وعلي صالح اللحجي ونعمان الحماطي، لكن اصاباتهم طفيفة وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأوضح أن أجهزة الأمن تجري حالياً تحقيقات مكثفة لكشف ملابسات التفجير، وجمع المزيد من المعلومات عن منفذه مع مؤشرات الى أن العملية تحمل بصمات تنظيم «القاعدة». واعتبر المصدر أن العملية «تعكس حالة اليأس التي أصيبت بها العناصر الإرهابية بعد الضربات الاستباقية الموجعة التي تلقتها في أوكارها خلال الفترة الماضية على أيدي أجهزة الأمن». وأكد شهود عيان تحدثوا إلى «الحياة» أن «الانتحاري كان ينتظر وصول موكب السفير في الخط المعاكس، وأنه قفز إلى أمام الموكب ووقف في منتصف الخط قبل أن يفجر نفسه على بعد ثلاثة أمتار من سيارة الشرطة التي كانت تسبق السيارة التي يستقلها السفير البريطاني» واشاروا إلى أن سيارة الشرطة توقفت على الخط قبل الانفجار بثوان قليلة مجبرة سيارة السفير على التوقف ما ساهم في عدم إلحاق أي أضرار بهما. وقال شهود عيان ومصادر أمنية أن الانفجار كان شديداً، الأمر الذي أدى إلى تهشم نوافذ عدد من المنازل المجاورة، وأن أشلاء الانتحاري تناثرت على مسافة تصل إلى 200 متر من موقع الانفجار، في حين وجد رأسه فوق سطح أحد المنازل المحيطة بالموقع وبعض الأشلاء كانت معلقة على تمديدات الكهرباء. وأعلنت السفارة البريطانية في صنعاء إغلاق أبوابها على خلفية الهجوم الانتحاري. وقال مصدر ديبلوماسي بريطاني أن «السفارة ستبقى مغلقة حتى إشعار آخر، وأنها تتعاون مع الأجهزة المختصة في اليمن لكشف ملابسات الحادث». وهذه العملية هي الثانية من نوعها، اذ سبق لانتحاري من «القاعدة» ان فجر نفسه في آذار (مارس) 2009 بالقرب من موكب محققين كوريين كانوا في طريقهم من المطار إلى العاصمة، للمشاركة في التحقيقات التي كانت تجريها السلطات الأمنية حول الهجوم الانتحاري الذي استهدف سياحاً كوريين في محافظة حضرموت، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم، كما تعرضت السفارة الأميركية لهجوم انتحاري في ايلول (سبتمبر) 2008 ما أدى إلى مقتل 16 شخصاً من الحراسة الأمنية للسفارة ومواطنين كانوا متواجدين بالقرب من مدخل السفارة.