تعرّض موقع «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بعد ظهر أمس لقرصنة إسرائيلية استمرت ساعتين، إذ «قفز» الى صفحة الموقع إعلان لموقع يدعى «جمعية ولد للحرية» التي تبث إعلانات تدعو فيها متصفحي الإنترنت إلى تزويدها معلومات عن 7 من الجنود الإسرائيليين المفقودين في لبنان وفلسطين وأبرزهم رون آراد وجلعاد شاليط، في مقابل جائزة قدرها 10 ملايين دولار. وظهرت شاشة غريبة تماماً عن الشاشات البسيطة لأنباء الوكالة، فطغت على روابط أخبارها، إذ اعتاد متصفحو الوكالة على الضغط على عنوان الخبر، فيفتح كاملاً في خانة محاذية، أما بعد ظهر أمس فكان الضغط على عنوان الخبر يؤدي إلى فتح الإعلان الإسرائيلي، وهو عبارة عن استمارة «ديناميكية»، يمكن تعبئة خاناتها بالمعلومات. وتطالب الاستمارة بمعلومات عن رون أراد «الذي أسِر في صيدا في لبنان بتاريخ 16 تشرين الأول (أكتوبر) 1986»، كما ورد في أعلى الاستمارة إلى جانب صورته. وتظهر أيضاً أرقام تبدأ ب (44 +)، أي أنها لهواتف وفاكسات في بريطانيا. وفي الوسط ثمة خانات للبعث برسالة مع ذكر الاسم ومعلومات شخصية أخرى للمرسل. وفي الأسفل تظهر أسماء لجمعيات في إسرائيل تعنى بالمفقودين، من أمثال «جمعية ولد للحرية»، «المفقودون»... وغيرها، وعناوين لجمعيات في النمسا. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها اللبنانيون لهذا النوع من «الإغراءات»، إذ سبق ذلك أن تعرض مئات اللبنانيين لاتصالات هاتفية وردت إلى منازلهم وسمعوا أحاديث آلية من إسرائيل بدأت بإعلان جائزة ال 10 ملايين دولار لكل من لديه معلومات عن جنود إسرائيليين فقدوا في لبنان، حتى أن بعض اللبنانيين تجاوب مع تلك الاتصالات وعاود الاتصال فألقي القبض عليه وحوكم أمام المحكمة العسكرية بجرم «الاتصال بالعدو الإسرائيلي». وكذلك شهد لبنان في عز أزمته السياسية، تبادل اتهامات بين قوى سياسية ووجد الإعلان إياه على مواقعها الحزبية، لكن ذلك كان من خلال إعلانات موقع «غوغل».