قندوز (أفغانستان)، كابول - رويترز، أ ف ب - فقدت عشرات التلميذات الأفغانيات الوعي أو أصبن بإعياء، في هجمات يشتبه أنها بغاز سام على ثلاث مدارس شمال البلاد في غضون أسبوع واحد، فيما اتجهت أصابع الاتهام إلى المتشددين الذين يعارضون تعليم الفتيات. وقال قائد الشرطة في ولاية قندوز (شمال) عبد الرزاق يعقوبي إن حوالى 48 فتاة وعدداً من المعلمات أصبن بحالات إعياء مفاجئة وأغمي على بعضهن بعد أن استنشقن غازاً ساماً في مدرسة السبت، مشيراً إلى أن 20 فتاة أصبن بإعياء في هجوم مماثل على مدرسة أخرى في قندوز الأسبوع الماضي. وكشف هومايوم خاموش الطبيب في مستشفى قندوز أن 13 فتاة أخرى أصبن بحالات إعياء مشابهة بعد هجوم على مدرسة أخرى في الولاية ذاتها أمس. وقالت سميلة (12 سنة) وهي إحدى الفتيات اللواتي نقلن إلى المستشفى بعد الهجوم السبت: «كنت في الفصل حين شممت رائحة تشبه الزهور، ورأيت زميلاتي ومعلمتي يقعن أرضاً، وحين فتحت عيني كنت في المستشفى». وقال عزيز الله صفر مدير مستشفى قندوز إن الكثير من الفتيات ما زلن يعانين من آلام ودوار وقيء. واتهم وحيد عمر الناطق باسم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي «المتشددين الذين عقدوا العزم على بث الخوف» بالوقوف وراء الحادثين. وقال: «من يمنع الأطفال من الذهاب إلى المدارس عدو لأفغانستان ورخائها». ونفى ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» مسؤولية الحركة عن الهجومين، لكن قال إن جماعات أخرى مناهضة للحكومة قد تكون مسؤولة. واضاف: «نندد بشدة بهذا التصرف الذي استهدف تلميذات بغاز سام». وأغلقت مدارس الفتيات أبوابها في مناطق سيطرة «طالبان» جنوبأفغانستان وشرقها، ووجهت تهديدات إلى معلمات وهوجمت بعض الفتيات بأحماض. على صعيد آخر، تحولت تظاهرة جنوبكابول إلى مواجهات، عندما احرق عناصر قبيلة 15 شاحنة صهريج احتجاجاً على مقتل مدنيين في هجوم للقوات الأجنبية. وأعلنت القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي أن دورية مشتركة دخلت مجمعاً في قرية نغار و»اعتقلت قائداً في طالبان وقتلت عدداً من المقاتلين». غير أن المتظاهرين القبليين أصروا على أن القتلى مدنيون. (راجع ص 8).