اقر تنظيم «القاعدة» في العراق بمقتل زعيميه بعد اسبوع من اعلان بغداد وواشنطن مصرعهما، فيما شنت القوات العراقية عملية جديدة لملاحقة عناصر التنظيم في منطقة جبلية شمال بغداد. على الصعيد السياسي، أكد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، بعد لقائه المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، أن المرجعية قلقة من تأخير تشكيل الحكومة. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أعلن أن القياديين في تنظيم «القاعدة» ابو عمر البغدادي وأبو ايوب المصري اللذين يرتبطان مباشرة بأسامة بن لادن، قتلا في 18 نيسان (ابريل) في منطقة الثرثار قرب تكريت. وأكد الجيش الأميركي مقتلهما. وأفاد بيان ل»القاعدة»، نقلاً عن «وزير الهيئات الشرعية» في «دولة العراق الإسلامية» ابو الوليد عبد الوهاب المشهداني ان «البغدادي وصل إلى احدى المضافات في تلك المنطقة يستقبل زواراً لحسم بعض شؤون الدولة وحضر اللقاء وزيره الأول ابو حمزة المهاجر». وأضاف البيان «لما وصلت القوة المهاجمة اشتبكت معها مفرزة الحماية وأجبرتها على الانسحاب». وبعد قصف اهداف بينها ذلك المنزل بالطائرات وتأكدهم من تدميرها بالكامل وقتل من كان فيها، فوجئوا بوجود الشيخين»( بين القتلى). وأشاد المشهداني بالزعيمين وقال:»ولئن قدر الله ان يقتل الشيخان في هذا الوقت بالذات، فإنهما تركا جيلاً فريداً تربى على أعينهما». وكان المالكي اعلن الأسبوع الماضي ان البغدادي والمصري قتلا خلال مداهمة منزل في احد الصحارى النائية في الثرثار في عملية مشتركة، مؤكداً العثور على مخططات لتنفيذ هجمات ضد كنائس وضبط الكثير من المعلومات. الى ذلك، بدأت قوات الأمن العراقية عملية لمطاردة عناصر «القاعدة» في منطقة حوض حمرين، على ما اعلن مسؤول عسكري رفيع المستوى. وقال اللواء الناطق باسم وزارة الدفاع محمد العسكري :»بدأنا عملية عسكرية منذ ليل امس(أول من أمس) لملاحقة عناصر القاعدة في معظم مناطق جبال حمرين». وهي سلسلة من الهضاب تمتد من محافظة ديالى الى الشمال الغربي، مروراً بمحافظة صلاح الدين وكركوك وصولاً الى الحدود السورية. وأكد العسكري ان العملية «اثمرت حتى الآن عن القبض على احد ابرز المطلوبين ويلقب ابو حمزة الخشالي في منطقة التحرير وسط بعقوبة، وهو على قوائم المطلوبين الخطرين». وأشار الى ان القوات تمكنت من اعتقال قيادي آخر «يكنى ابو فاطمة وهو العقل المخطط والمدبر للتفجيرات التي وقعت يوم الانتخابات في بعقوبة». وأوضح ان «العمليات مستمرة لملاحقة الأهداف المطلوبة التي تتوافر معلومات عن تحركتها». وتضم منطقة حوض حمرين معظم معسكرات تنظيم «القاعدة»، وتتميز بطبيعتها الوعرة وفيها كهوف ووديان يصعب على السيارات الوصول اليها. على صعيد آخر، قال عبد المهدي أمس، بعد لقائه السيستاني في النجف، ان «سماحته يطالب بالإسراع في تشكيل الحكومة ومشاركة الجميع فيها وأعرب عن قلقه للتأخير الحاصل». وأضاف ان «المرجع شدد على الانفتاح وعلى ان يكون لدى الجميع روحية التنازلات وفتح الحوارات وعدم غلق المجالات لتشكيل الحكومة». وعن المفاوضات بين الكتل السياسية قال عبد المهدي «اطلعت سماحته على المعلومات التي امتلكها عن المشاروات الجارية في بغداد». وأكد ان «التحرك الحقيقي لن يكون الا بعد الانتهاء من عملية اعادة العد والفرز والمصادقة النهائية على النتائج». وتابع ان «الوضع في العراق وضع هجوم وهجوم مضاد، والعدو متفرغ وليس لديه مشاغل مثل الحكومة وملفاتها المتعددة، فهو لديه ملف واحد: القتل والتدمير، وهذه فرصة مناسبة له لشن الهجمات الإرهابية».