عند الحادية عشرة ظهر أمس، انطلق آلاف اللبنانيين من الكورنيش البحري في عين المريسة في اتجاه وسط بيروت، في مسيرة حملت عنوان: «علمانيون نحو المواطنة». وعلى رغم أن القوى الأمنية نصبت الحواجز أمام الطريق المؤدية إلى مبنى البرلمان في وسط بيروت مانعة المشاركين من الوصول إليه كما كان مقرراً، غير أن هؤلاء العلمانيين نجحوا في إيصال صوتهم وصورتهم إلى المعنيين، من دون أن يستندوا بذلك الى قوى سياسية، حتى اليسارية منها. تحرك العلمانيين أمس، جاء بحسب أحد المشاركين تطورا لمبادرة فردية أطلقت عبر ال «فايسبوك»، ثم تحولت إلى حركة تمكنت من جمع الناس حولها. ولما ارتفع عدد المشاركين «إلكترونياً» في الحركة، تحدد تاريخ المسيرة. وتولت بعض المنظمات والجمعيات العلمانية الدعوات الى المشاركة في المناطق، كما لعبت بعض الجامعات دوراً إيجابياً. كل ذلك أدى الى مسيرة أمس، التي شارك فيها عدد كبير من العلمانيين في لبنان، إضافة الى بعض المارة على الكورنيش البحري الذين لم يكونوا على علم بالتحرك، غير أن الفكرة أعجبتهم فقرروا المشاركة في المسيرة. من الكورنيش البحري انطلق المشاركون الذين وزعت عليهم الورود والقمصان البيض وقد كتبت عليها شعارات من وحي المسيرة، سالكين طرقاً رئيسية وفرعية في اتجاه وسط بيروت، بمواكبة من القوى الأمنية. والتزم الجميع بشعار العلمانية رافعين علم لبنان وحده. كما رفعوا لافتات بالعربية الانكليزية والفرنسية، عليها: «العلمانية هي الحل»، «معاً ضد العنصرية والطائفية»، و «من أجل وطن علماني ديموقراطي» و «احذر... خطر الطائفية»، و «مذهبي لبنان». ولم تغب قضية الزواج المدني الذي ما زال غير معمول به في لبنان عن لائحة المطالب، إذ رفعت شعارات من نوع: «بدي اتزوج بلبنان مش بقبرص». في حين استند البعض الى ما جاء في الدستور لدعم مطالبهم، فرفعوا شعارات منها: «ماذا عن المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين من دون تمايز أو تفضيل؟» و «احترام حرية الرأي والمعتقد». وعلى وقع قرع الطبول وآلات الدف سار المشاركون مرددين هتافات: «شو طائفتك؟ ما خصك». كما رافقهم «بيك أب»، يبث الأغاني والشعارات العلمانية. وتحدثت إحدى المنظمات يلدا يونس عن أن «التغيير يجب أن يأتي»، معلنة أن المنظمين أنشأوا منتدى إلكترونياً للإجابة عن الأسئلة حول العلمانية. ولوحظ في المسيرة مشاركة عائلات كثيرة بكامل أفرادها، إضافة الى الأطفال، في حين واكب بعض الأولاد والشبان المشاركين بدراجاتهم الهوائية. كما لوحظت مشاركة ممثلين عن وسائل إعلام أجنبية عدة في تغطية الحدث، إضافة الى مشاركة بعض السائحين العرب والأجانب. ومن المقرر، بحسب أحد الداعين أن يتبع المسيرة لقاء لتقويمها، وللتخطيط لنشاطات مستقبلية قد تكون سنوية وتعتمد تاريخ 25 نيسان (أبريل) من كل عام موعداً لمسيرة العلمانيين في لبنان.